أخضر مانشيني
ضحية الخطط «المهروسة»
كثير من الرفض، والغضب، واجهه الإيطالي روبرتو مانشيني مدرب المنتخب السعودي الأول لكرة القدم، بعد أن اعترف أن المنتخب السعودي حاليًا ليس المرشح الأول للفوز بكأس آسيا 2024. سبب الغضب أن المنتخب السعودي بتاريخه العريض لا يمكن أن يدخل بطولة كضيف شرف، ربما هذا الكلام صحيح في السابق، وليس حاليًا، المنتخب السعودي يعتبر من المستوى الثاني آسيويًا، علينا أن نعترف بذلك ولا ننكر.
لا يعني هذا أن مستوى المنتخب السعودي تراجع عن السابق، بل على العكس تمامًا، المنتخب السعودي حاليًا أفضل بمراحل من أفضل منتخب سعودي، في غالبية الخانات، وليس كلها، فما زلنا غير قادرين على تعويض غياب محمد الدعيع في حراسة المرمى، وسامي الجابر في الهجوم، ولكن بشكل عام، المنتخب السعودي حاليًا يملك لاعبين على مستوى أعلى من أي منتخب سعودي آخر. حسنًا إذًا أين المشكلة، لماذا ونحن نتطور عناصريًا، ومع ذلك لسنا من المرشحين للقب؟
ببساطة، السبب هو أن بقية منتخبات القارة تتطور بوتيرة أسرع منا، المنتخب الياباني الذي تذيل ترتيب مجموعته في أمم آسيا 1990، عاد وانتزع اللقب في البطولة التالية بفضل خطوات تطويرية سريعة، لم تتوقف بعد التتويج واستمرت حتى اليوم، نتيجتها أربعة ألقاب آسيوية، وسبعة تأهلات متتالية للمونديال. أما كوريا الجنوبية، فاستمرت في نهجها التطويري، حتى وصلت لما وصلت له من قوة.
في اليابان وكوريا وحتى أستراليا وإيران عدد كبير من المحترفين في أوروبا، أما لدينا فالعدد صفر. كانت لديهم خطط منهجية لتطوير المنتخب والكرة، أما لدينا فخطط “مهروسة”. في ظل شكوى مدرب المنتخب من عدم مشاركة لاعبيه مع فرقهم، اعتمد اتحاد الكرة عشرة أجانب الموسم المقبل، فلا تلوموا مانشيني على واقعيته. الأمر ليس جديدًا، هي عادة قديمة، بعد الخسارة من ألمانيا في 2002، وبعد الخروج في 2006، والفشل في 2014، تم اعتماد خطط تطويرية، لم تر أي منها النور، هل يعلم أحد ماذا حدث لبرنامج الصقر العربي، الذي يطمح إلى احتراف اللاعبين في أوروبا، لا شيء، فكل مسؤول يأتي ينسف عمل من قبله، ويبدأ من الصفر، وتكون النتيجة نكسات جديدة، وخطط أخرى لا ترى النور.