2024-01-13 | 16:52

مشاهدات فيديو تخطّت 6.4 مليار مشاهدة
كيف تُساهم منصّة "تيك توك" في الثقافة الرياضيّة داخل السعودية

الرياض - الرياضية
مشاركة الخبر      

لطالما كانت رياضة كرة القدم عُنصراً أساسيّاً في الثقافة السعودية المُعاصرة، وقد ضخّم العصر الرقمي أهميّتها. لقد أدّى الاستخدام المُبتكر للوسوم على المنصّات، خصّيصاً منصّة "تيك توك"، إلى جمع المشجّعين معاً في جميع أنحاء البلاد، مما جلب الأجواء الحماسيّة لملاعب كرة القدم إليهم لتُصبح في متناول أيديهم. لم يُساعد هذا التطوّر الرقمي، والذي يقوده اقتصاد منصّة "تيك توك" الخلّاق في لفت الأنظار الدوليّة للبطولات المحليّة فحسب، بل سلّط الضوء أيضاً على الحس الإبداعيّ لعُشاق ومُحبّي الرياضة السعوديّين. لقد حصدت الوسوم المتعلّقة بالرياضة في المملكة العربيّة السعودية وحدها أكثر من 6.4 مليار مشاهدة فيديو، وهذا يدلّ على غزارة المحتوى الذي ينتجه مبدعي منصّة "تيك توك" السعوديّين. وأصبحت المنصة أيضًا لاعبًا مهمًا في كرة القدم، مع ما يقرب من 1188.7 مليار مشاهدة عالمية على هاشتاج #football وأكثر من 25.8 مليار مشاهدة فيديو وحده في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدار الأشهر الستة الماضية.
إن طبيعة منصّة "تيك توك" المميّزة لمقاطع الفيديو القصيرة ومقدرتها على تعزيز التماسك للمجتمع الرياضيّ تتوافق بسلاسة مع عالم رياضة كرة القدم الديناميكي سريع الوتيرة، مما يجعلها منصّة لا مثيل لها للتفاعل مع الرياضات وسرد القصص.
لقد كان التزايد في المحتوى الرياضي على منصّة "تيك توك" خيط البداية للتطوّر الديناميكي في نماذج البثّ التقليديّة، مما أدى إلى وجود بيئةٍ أكثر تعاوناً ما بين المنصّات الرقميّة ووسائط الإعلام التقليديّة. تتوافق طبيعة المحتوى القصير والميزات، مثل البث المباشر، والصيغ الإبداعيّة الأخرى للمحتوى مع ديناميكيّة الألعاب الرياضيّة مثل كرة القدم بسلاسة. وبالتالي، فإنّ رياضة كرة القدم المعروفة بمبارياتها عالية الطاقة وتشكيلات لاعبيها النجوم تتناسب بشكل طبيعي للغاية مع مقاطع الفيديو السريعة والممتعة لمنصّة "تيك توك". تُتيح قُدرة المجتمع وقنوات البث على التقاط اللحظات ومشاركتها بشكل مباشر على منصّة "تيك توك" فرصة مشاهدة حماس المباريات في الملاعب كما لو كانوا هناك على أرض الواقع، سواء كانت أبرز الأحداث المباشرة مثل هدف مذهل أومقتطفات رائعة من خلف الكواليس. يُسلّط هذا التحوّل النموذجي في الطلب المتزايد لمحتوى رياضة كرة القدم السريع عند الطلب مع الاعتراف بالقيمة الدائمة لوسائط الإعلام التقليديّة.
توفّر الميزات التفاعليّة للمنصّة، مثل استطلاعات الرأي والتعليقات المباشرة والفيديوهات الثنائيّة، للمعجبين تجربة تفاعليّة بالكامل وتحوّل المشاهدة غير التفاعليّة إلى تجربة تفاعليّة ومتبادلة.
كان أيضاً لطبيعة منصّة "تيك توك" التي تُحدّد الاتجاهات الرائجة للمحتوى، مع التحديّات المنتشرة عبر الانترنت والوسوم، دوراً حاسماً أيضاً. غالباً ما تنتشر التحدّيات المتعلّقة برياضة كرة القدم على نطاق واسع للغاية، مما يصنع ضجّة تتخطّى حدود جمهور رياضة كرة القدم المألوف تستفيد من مجتمع منصّة "تيك توك" العالمي. ويعود هذا التطوّر بشكل كبير إلى الاقتصاد البداعي الخلاق على منصّة "تيك توك" في السعودية.
يلهم المبدعون السعوديّون المحليّون محتوى رياضة كرة القدم على منصّة "تيك توك".
إن مشاركة المعجبين ليست محصورة في الملعب في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أعادت منصّة "تيك توك" تعريف معنى أن يكون شخص ما من المعجبين عبر تقديم تجارب تفاعليّة وشخصيّة. لقد لعب المبدعون السعوديّون دوراً أساسيّاً في هذا التحوّل، إذ وظّفوا إبداعهم لإبقاء المُشجّعين مشتركين ومتفاعلين ومطّلعين ومرفّهين حتى خارج موسم البطولات والدوريّات الرياضيّة. لقد مكّنتهم المنصّة من عرض تفرّدهم وروح دعابتهم ومرحهم وشغفهم لرياضة كرة القدم. كان لمحتوى المبدعين السعوديّين دوراً فعّالاً في صُنع مجتمع نابض لرياضة كرة القدم ابتداءً من تقديم تحليلات تفاعليّة ومقنعة للمباريات وتحديّات انتشرت عبر الانترنت وصولاً إلى المحتوى الفكاهي. لقد لفت محتواهم الأنظار العالميّة لأندية رياضة كرة القدم المحليّة في المملكة العربيّة السعودية باستخدام الوسوم المحدّدة على منصة "تيك توك"، إذ حصد نادي الاتحاد مثلاً 21.4 مليار مشاهدة فيديو عالميّة، ونادي الهلال 40.6 مليار مشاهدة فيديو عالميّة، ونادي النصر 29.1 مليار مشاهدة فيديو عالميّة. تجاوز محتوى هؤلاء الصُنّاع حدود الترفيه، إذ يُمثّل العشق والمشاعر وروح رياضة كرة القدم السعودية، ويجمع المشجّعين بطريقة لم ولن تتمكّن وسائل الإعلام التقليديّة من تحقيقها.
يمزج المبدعون السعوديّون بين العناصر الثقافيّة المحليّة والجاذبيّة العالميّة التي تتمتع بها رياضة كرة القدم لصُنع محتوى قريب للمشجّعين المحليّين ويجذب اهتمام الجماهير العالميّة أيضاً. لقد تحوّل هؤلاء المشجّعون إلى روّاة قصص يبثّون أبرز الأحداث في كل مباراة ومقتطفات من وراء الكواليس ومعلومات عميقة مليئة بالمشاعر مما يصنع اتصالاً عميقاً على المستوى الشخصي بين نجوم رياضة كرة القدم وجمهورها مع الحفاظ على حيوية وتجديد المحتوى. وهذا هو جوهر ما يُميّز الدوري ويجذب المزيد من المشاهدين باستمرار.
على سبيل المثال، "هيميكس" (@hemex_7) وفيصل سلامة (@fi.20) هما من صُنّاع المحتوى البارزين، إذ لدى "هيميكس" قاعدة جماهيريّة واسعة تتألف من أكثر من 5.2 مليون متابع، وينشر تعليقات تفاعليّة عن المباريات وتحديثات عن لاعبي رياضة كرة القدم بالإضافة إلى مقاطع قصيرة من المباريات للأجواء الحماسيّة في الملاعب. وبالمثل فإن محتوى سلامة المميّز يجمع ما بين المقاطع على أرض الملعب والتوقّعات الساخرة الفكاهيّة والاحتفالات المرحة مع المشجّعين في الملاعب. لا يُظهر كل من "هيميكس" وسلامة الإمكانيّات الإبداعيّة لعُشاق الرياضات السعوديّة فحسب، ولكن لهما دور أساسي للارتقاء بالتغطيّة والاهتمام الدوليّة التي تحصل عليها الدوريّات المحليّة والذي يتناسب تماماً مع ديناميكيّة منصّة "تيك توك" للتفاعل مع المحتوى الرياضي ورواية القصص.
عبادي الزهراني (@iabadiz) وأبو مشاعل (@Abo_mshail8) هما ثنائيّ آخر من صُنّاع المحتوى الجديرين بالملاحظة، إذ لديهما دور محوريّ في تشكيل مجتمع رياضة كرة القدم السعودي على منصّة "تيك توك" أيضاً. يصيغ محتوى الزهراني التفاعليّ، والذي يتمتّع بقاعدة جماهيريّة تفوق 106.7 ألف متابع، حقائق ممتعة عن لاعبي رياضة كرة القدم البارزين وألعاب مسليّة مثل تشبيه اللاعبين بالفنانين وسلسلة "أفضل 5" التي يُعبّر فيها عن آرائه حول المواضيع المتعلّقة برياضة كرة القدم. كذلك أيضاً يُقدّم أبو مشاعل، الذي لديه حاليّاً 1.9 مليون متابع، تحديثات وردود أفعال وتعليقات صوتيّة فُكاهيّة على مقاطع محدّدة، مما يعرض قدرات منصّة "تيك توك" على تحديد الاتجاهات الرائجة للمحتوى. يلعب هؤلاء المبدعون دوراً في غاية الأهمية في إعادة تشكيل المشهد الرقمي لرياضة كرة القدم في السعودية، وجمع المشجعين على مستوى العالم والترويج لمجتمع رياضي محلي قوي مما يترك في النهاية بصمة فريدة في مشهد رياضة كرة القدم السعودية على شبكة الانترنت وخارجها أيضاً.
ستستمر ثقافة الرياضة بالنمو على منصّة "تيك توك" في المملكة العربيّة السعودية.
من المتوقّع ان تشكّل العلاقة بين الثقافة الرياضيّة في المملكة العربيّة السعودية ومنصّة "تيك توك" مستقبل الترفيه الرياضي في المستقبل. تُقدّم المنصّة لمحة عما قد يبدو عليه الجيل المقبل من البثّ الرياضي، إذ من المتوقّع أن يكون أكثر تفاعليّة وإبداعاً وشخصيّة. سيكون دور المبدعين السعوديّين على منصّة "تيك توك" مفصلياًّ في الحفاظ على قوّة اندفاع نمو رياضة كرة القدم وفرقها المحليّة المستمرّ.
لقد أصبحت أندية لعبة كرة القدم السعوديّة شخصيّات عامّة تستحق المشاهدة، وكذلك بالنسبة للبطولات المحليّة أيضاً، بفضل عدسة المبدعين، كما أصبحت مجتمعاً مرغوباً وقصّة تستحقّ المساهمة فيها وظاهرة يُحتفل بها. يستخدم أفراد المجتمع منصّة "تيك توك" لمشاركة شغفهم والتفاعل مع المحتوى والاحتفال بالفرق واللاعبين المفضّلين لديهم من خلال الاستفادة من المنصّة كمركز ديناميكي لكل من المشجّعين المتحيّزين وغير المتحيّزين على حدّ السواء. إن اهتمام المملكة المستمر في وصول الرياضة إلى آفاق جديدة يدعمه مجتمع رقميّ قويّ ومُبدع وديناميكي، وعلى رأسه المبدعين السعوديّين الموهوبين على منصّة "تيك توك".