فوز على الطريقة الإيطالية!
في كرة القدم غالبًا يبقى ما يحدث خارج الملعب "خارجه"، ولا يدخل مع اللاعبين لأرضية الملعب، وهذا ما حدث مع المنتخب السعودي في بداية مشواره الآسيوي، فالتصريحات التي أطلقها مانشيني قبل المباراة بيوم واحد، كانت مادةً دسمةً للبرامج ومواقع التواصل، لكنها لم تدخل مع بقية اللاعبين لغرفة الملابس، ولم تسحبهم من أجواء المباراة، كما توقَّع بعضهم.
أتذكَّر منتخب إيطاليا في مونديال ألمانيا 2006، فقد كان هناك تحقيقٌ من قِبل القضاء الإيطالي مع بعض لاعبي يوفنتوس الموجودين في معسكر المنتخب، وكان هؤلاء اللاعبون يتركون المعسكر، ويذهبون إلى إيطاليا لأخذ أقوالهم في قضية التلاعب بالمباريات، التي هُبط بسببها اليوفي، ويعودون في اليوم نفسه إلى ألمانيا، ومع ذلك وصل المنتخب إلى النهائي وحقق اللقب.
هذا تأكيدٌ أن اللاعب المحترف يستطيع أن يعزل نفسه عمَّا يحدث خارج الملعب، كما فعل لاعبو الأخضر أمام شقيقهم العماني. الأمرُ الآخر الذي منح الأخضر نقاط اللقاء على الرغم من تأخره بهدف، هو ثقة اللاعبين في أنفسهم وفي إمكاناتهم، فالقائمة التي حضرت في الملعب، والبدلاء الذين زجَّ بهم المدرب في شوط المباراة الثاني، هم مخرجات دوري قوي وعالمي، وإن كانت دقائق لعب بعضهم مع أنديتهم قليلة، فقد منحتهم فارق الثقة والهدوء والتركيز على الهدف الذي بحثوا عنه وحققوه، وهو النقاط ثلاث.
الفوز الأول في لقاء افتتاحي، والعودة للمباراة بعد التأخر بالنتيجة، معطياتٌ أوَّلية لمقبل قد يكون أكثر تماسكًا وقدرةً على تجاوز بقية فرق المجموعة.
علينا جميعًا أن نثق في أخضرنا، وأن نتعامل مع المباريات خطوةً بخطوة، وأن نغلق باب إثارة الغبار حول ما حدث وما سيحدث من قرارات مقبلة، فالنتائج الإيجابية هي الحل الذي يوحِّد الصف، وينهي أصوات التشاؤم.
لا أود أن أبالغ كثيرًا في الفرح، لكن من حقنا جميعًا أن نفرح بانتصارٍ، جاء في وقت صعبٍ، كان خلاله المنتخب العماني يستعدُّ لتحقيق كسب نقطي ومعنوي، سيفتح أبوابًا لن تغلق.
ألف مباركٍ للأخضر، وعلينا أن نضبط ساعاتنا على الثامنة من مساء الأحد فهناك حالة فرح أخرى تنتظرنا، بإذن الله.