من يعيد للمنتخب لحمته؟
منذ أن قرَّر المدير الفني لمنتخبنا «روبرتو مانشيني» مخالفة أنظمة العمل «عدم إفشاء أسرار العمل، أو الكذب على اللاعبين» في المؤتمر الصحفي قبل البداية. وأنا أشاهد منتخبنا يتفكك ببطء، لاعبون ولأسباب غامضة يصرحون «بكليشة» ثابتة تقريبًا «جاهز لخدمة المنتخب كأساسي أو احتياط»، وكأنهم يقولون إنهم وبخلاف المبعدين مخلصون.
وهذا سلوك غير صحي، إذ تشوه سمعة زملائك بشكل غير مباشر، وإن كان بسبب ضغوطات حدثت للاعبين.
ومع هذا استطاع منتخبنا التأهل «لدور الـ16» بعد فوزه في مباراتي «عمان وقرغيزستان»، وإن لم يظهر نجم الفريق وأفضل لاعب بآسيا «سالم الدوسري» بمستواه بسبب المدرب.
وسط هذه الفرحة بالتأهل توقعت أن اللحمة ستعود من جديد بين اللاعبين والجهاز الفني والإعلام والجماهير، لأن القادم يحتاج فريقًا على قلب رجل واحد.
وأن ما حدث بين «مانشيني» و«وسالم الدوسري» وقت التغيير ما هو إلا سحابة صيف، والتأهل سيبخرها، وكنت مخطئًا، إذ سرعان ما قتل «مانشيني» فرحة الجميع بتصريحه الغريب، فضرب اللحمة وعكَّر صفو الجميع قائلًا للإعلام: «اليابان وكوريا وأستراليا وإيران» هم المرشحون لتحقيق البطولة، فيما منتخبنا ليس مرشحًا.
وكان يمكن له أن يقول «المباريات القادمة ستكون أصعب، ولكن سنقاتل بشراسة لنحقق أفضل نتيجة»، وإن كان مقتنعًا أن منتخبنا لن ينافس، مع ملاحظة من يؤمن أنه لن ينافس في اللاوعي سيعمل على هذا الأساس، ولن يقاتل أو يحرض لاعبيه على القتال.
وسط هذا التصريح الكارثي، جاءت لقطة «علي البليهي» الذي ترك لاعبي المنتخب يحتفلون مع الجمهور ورحل بعيدًا عنهم، لتثبت بالدليل القاطع أن منتخبنا بلا قائد داخل الملعب يجعلهم على قلب رجل واحد، ولا قائد خارج الملعب، فـ«مانشيني» يرى منتخبنا زمرة من الفاشلين لن يحققوا شيئًا.
اليوم قد لا نحقق ما نتمناه مع «تايلند» ومع هذا ما زال هناك أمل، بأن يتدخل أحد ليعيد اللحمة للمنتخب، فأعظم المنتخبات إن لم يكن الجميع على قلب رجل واحد لن يحققوا شيئًا.