الأخضر بين الانتصار والانكسار
رغم انتصارات المنتخب السعودي وتأهله لدور الـ 16 في كأس آسيا، المقامة حاليًّا في قطر، إلا أن الكثير من الجمهور والإعلام السعودي يتصيد أخطاء المدرب الإيطالي مانشيني حتى في مؤتمراته الصحفية وأحاديثه الإعلامية، وكل ذلك لينتصر لرأيه واستبعاد بعض اللاعبين الذين يرى هذا المشجع أو الإعلامي أحقيتهم بتمثيل المنتخب.
مشكلة كبرى حين تشكل رأيًا لا يقبل النقاش وتنتظر الفرصة فقط للانتصار له دون أن تنظر إلى كل ما بين هذا الرأي ولحظة الانتصار لرأيك خاصة حين يعني الانتصار لرأيك انكسار منتخب بلادك، وهو الأمر الذي يمارسه البعض للأسف من الإعلاميين في الوقت الراهن.
لست مع مانشيني ولست ضده، وأنا مع كل استبعاد فني يقوم به ليس لأنني لا أملك رأيًا حول تلك الأسماء ولكن على الأقل لأني لا أعرف ما يدور في ذهنه، ولا أعرف السبب خلف هذا الاستبعاد الفني هل منطقي أم لا، فهنا يفضل السكوت حتى نحكم على نتيجة عمله، فالنتائج دائمًا هي خير حكم ولست هنا أقصد الاستبعادات الأخيرة التي وضح أنها بسبب عدم رغبة اللاعبين، فما زلت لا أميل لأي من الروايتين رواية المدرب ورواية اللاعبين، وما زلت أنتظر نتائج التحقيق في ذلك أو توضيحات رسمية من إدارة المنتخب وبالباطل ليس الآن ولكن بعد فراغ المنتخب من المشاركة الآسيوية، فما زلت أرى أن الخطأ الواضح وغير المبرر كان في توقيت حديث المدربين استبعاد هؤلاء اللاعبين، وكنت أتمنى أن تكون هذه الشفافية بعد البطولة لا قبل خوض الأخضر لمعرضها بـ 24 ساعة.
ليت هؤلاء الذين يربطون انتصاراتهم لآرائهم بخسارة المنتخب أن يعلموا أنها مجرد آراء شخصية تقبل الصواب وتقبل الخطأ كما تقبل الاتفاق والاختلاف، وليتركوا مجالًا للعمل ولمعرفة النتائج التي هي أفضل من يحكم على كل قرار وفعل ويثبت صحته من عدمها.
كل الأماني للأخضر بأن يواصل المشوار لأقصى مرحلة في هذه البطولة قلوبنا معه، ولكن علينا التحلي بالواقعية، فلا تأخذنا الانتصارات للتعلق بطموحات صعبة جدًّا ونجعل من سقف الطموحات هذا مقياسًا للفشل والنجاح، ولا أن تأخذنا الخسارة لنسف كل عمل وهدم كل بناء وتحطيم مجموعة شابة ووجوه جديدة ننتظر منهم أن يكونوا قادة للإنجازات الكروية الخضراء في المستقبل.