دقيقة تمر.. ألقاها عُمر
دقيقة واحدة كانت كفيلة بتغيير كل الانتقادات تجاه المدرب واللاعبين إلى مدح وثناء، فلقد كان المنتخب السعودي متقدمًا على نظيره الكوري الجنوبي حتى الدقيقة 90+9 أي على بُعد دقيقة واحدة من انتهاء الوقت بدل الضائع الذي احتسبه حكم المباراة.
وأكثر من ذلك، فلقد أضاع الرديف فرصة قتل المباراة في نهاية الشوط الإضافي الثاني عندما انفرد وسدد في يد الحارس، أيضًا أُتيحت لنا فرصة ذهبية للتسجيل في الشوط الأول عندما ارتطمت الكرة بالعارضة مرتين، كل ذلك وسط أداء رجولي بطولي من نجوم الأخضر والذي تسيّد المباراة وسيّرها بشكل رائع حتى قبل نهايتها بدقائق عندما تراجع المخزون اللياقي وتأثر المردود البدني وبدأ الارتباك فجاء هدف التعادل، وللأسف في الترجيحيات سدد النجعي وغريب برعونة فضاع التأهل.
حقيقة لا أرى أي مبرر للانتقادات التي تعرض لها المنتخب ومدربه سوى أنها مغلفة بشعارات الأندية، فالمنتخب قدم مباراة كبيرة هي الأفضل له منذ فترة طويلة، وكان قاب قوسين أو أدنى من التأهل على حساب المنتخب صاحب التصنيف رقم «23» عالميًّا والذي يعج بنجوم يمثلون أقوى الأندية الأوروبية.
نعم هناك أخطاء ارتكبها مانشيني لا سيما خروجه مبكرًا، وعندما أشرك عيد وكان الأجهز المالكي، كما كان من الأجدر إشراك عون مبكرًا للتصدي للكرات العالية التي اعتمد عليها الكوريون وجاء منها هدف التعادل، ولكن ذلك لا يعني أن نصادر جهود الرجل ونحمله مسؤولية إخفاق نحن شاركنا فيه عندما رفعنا عدد الأجانب على حساب السعوديين، فغالبية اللاعبين لا يلعبون أساسيين في أنديتهم.
ثم نأتي إلى فكر اللاعبين فنجد أن تمبكتي والذي كان المدافع الأول اختار الهلال وهو يعلم أنه لن يشارك أساسيًّا وبذلك فَقَد نصف مستواه، ويذهب الكسار الحارس الأول لمنتخبنا إلى القادسية في دوري يلو فكيف يتطور مستواه؟
عمومًا منتخبنا يسير في الاتجاه الصحيح، وهناك إيجابيات يجب المحافظة عليها وتعزيزها أهمها تصاعد المستوى، ومنها بروز الكسار كحارس مميز، ولجامي كمدافع صلب، والرديف كمهاجم فعّال، وهناك سلبيات يجب أن نعمل كمنظومة على تلافيها.