التوأم «مانشيني»
الحديثُ عن خسارتنا من كوريا الجنوبية من قِبل رئيس الاتحاد السعودي، وبعض المسؤولين والإعلاميين بأننا لعبنا، وأبدعنا، وخسرنا بركلات الترجيح أمام منتخبٍ، تصنيفه في المراكز العشرين الأولى فيه تقزيمٌ للمنتخب السعودي الكبير، الذي تدعمه حكومتنا دعمًا لا يضاهيه أي دعمٍ يتلقَّاه أي منتخبٍ في العالم.
هذا النوعُ من الحديث، هو عادةً حديثُ الفرق الصغيرة عندما تواجه فرقًا أكبر منها، إذ ترى أن الهزيمة أمامها بصعوبةٍ «إنجازٌ»!.
المنتخبُ السوري الشقيق، الذي ليس له أي تاريخٍ في آسيا، خسر بركلات الترجيح أمام منتخب إيران الأعلى تصنيفًا من كوريا! لابدَّ أن نصارح أنفسنا، وأن نقيِّم منتخبنا التقييم الصحيح بعيدًا عن دفاع المسؤولين عن أنفسهم، وأيضًا بعيدًا عن إعلاميي الميول، أو المصالح الذين يكون تقييمهم تحقيقًاً لمصالحهم فقط، وآخر همِّهم المنتخب!
مشروعنا الرياضي، يقوده رجلٌ طموحه عنان السماء، سمو سيدي ولي العهد، حفظه الله، ومع الأسف يأتيك مَن يفخر بالهزيمة بصعوبةٍ أمام كوريا!
الحقيقة تقول إننا خرجنا من دورٍ مبكرٍ جدًّا في ظل مشروعٍ رياضي كبيرٍ في مملكتنا، وهذا يعطي ذريعةً لأولئك الذين يريدون تشويه المشروع.
عندما تجد مَن يدافع عمَّا فعله مانشيني، فاعلم أن وراءَ ذلك أمرٌ ما إلا مصلحة الوطن والغيرة عليه.
السعودية أحضرت مدربين عالميين، وقبل سنواتٍ طويلةٍ، سانتانا ديدي زاجالو، وكارلوس ألبرتو، ومارفيك وغيرهم، فلا يعتقد مانشيني أنه الجهبذ. أشعر بأن توأم «مانشيني» الأول، ظهر بتصريحٍ، لم يرشِّح فيه المنتخب لتحقيق الكأس، والآخر ظهر بعد يومين لينفي ما ذكره توأمه. وفي مباراة كوريا في منطقة الـ «فلاش إنترفيو»، ذكر أنه اعتقد أن المباراة انتهت، لذا خرج! وبعد ذلك بدقائق، وعلى بُعد أمتارٍ، ظهر توأمه في المؤتمر الصحافي ليقول عن سبب خروجه: «بقيت ركلة واحدة إذا سجلها الكوريون، فستنتهي المباراة، لذا خرج»! ما هذا؟ وما الذي يفعله؟ وماذا سيفعل في المستقبل؟ يجب على المسؤولين التفكير في هذا، وإلا سنضيع بين التوأم!
بينما كنا ننتظر مواساة مانشيني بعد المباراة للاعبي المنتخب الذين بذلوا كل ما في وسعهم، وتحمَّلوا أخطاءه، وإذ بنا نتفاجأ بكلينسمان، مدرب كوريا، هو الذي يواسيهم!
نهايةً، بغض النظر عن الصادق والكاذب في قضية اللاعبين الستة، كان يجب التعامل مع الموضوع بحكمةٍ، وكلما أتذكَّر كيف تم تشويه صورة أبنائنا بتهمة لها أبعادٌ كبيرةٌ، أشعر بالأسى والألم.