شتوية الأهلي.. الواقع والمأمول
الصراع بين الواقع والمأمول لا ينتهي بورقة صلح بين طرفي النزاع، لاعتبارات عدة أهمها الرغبة في عدم التراجع، أو بمعنى أصح رفض فكرة الخسارة حتى وإن شعر صاحب الرأي في قرارة نفسه بعدم اقتناعه بما يتبناه.
في شتوية الأهلي وقبلها وبعدها ظهر هذا الصراع بين أكثرية طالبت بتعاقدات شتوية كبيرة، وأخرى أقلية ترى أن الانتظار للصيفية أهم وأجدى.
بين هذين الرأيين أميل وبشدة للطرف الثاني الذي يطلب التريث للصيفية لاعتبارات فنية ومالية، فالفريق الأهلاوي يحلّ ثالثًا، وأهدافه للموسم معلنة بأن ينهيه بهذا المركز، وإن خدمته النتائج قد يصل للمركز الثاني، فالفارق بين الأهلي ومطارده التعاون 6 نقاط، وهو نفس الرقم الذي يبعده عن صاحب المركز الثاني، ومنطقيًا وفنيًا وبناء على نتائج الفريق قبل التوقف فإن الفريق يعيش وضعًا فنيًا مستقرًا يمكنه الحفاظ على مركزه الذي يؤهله للحصول على بطاقة آسيوية، وهو الهدف الرئيسي والوحيد للفريق لما تبقى من مباريات للفريق، ولهذا لن يغامر الفريق وإدارته الفنية بتعاقدات لن تشكل إضافة كبيرة للفريق خاصة وإن المتاح من اللاعبين في الفترة الشتوية لن يكون بالجودة الفنية المطلوبة، وإن أراد التعاقد مع لاعبين بجودة فنية كبيرة فعليه أن يقوم بكسر عقد اللاعب أو شراء هذا العقد وهذه الحالتين تكلف قيمتها أكثر من قيمة عقد اللاعب نفسه، وهذا يعني أن الفريق سينفق الجزء الأكبر من ميزانيته المخصصة للموسم الجديد من أجل التعاقد مع لاعب للـ 15 مباراة المتبقية من الموسم.
وبمعنى أوضح فإن تعاقدات الفترة الشتوية لا تخرج عن حالتين أما التعاقد مع لاعب حر وهذا يعني أنه بلا ناد أو أقل من الطموح، أو أن تبحث عن لاعب مؤثر لا يزال عقده ساريًا مع ناديه.
أما بالنسبة لسوق الانتقالات المحلي، ونظرًا لاحتياجات الفريق الفنية فلا يوجد لاعب مؤثر متاح وفق هذه الاحتياج، فالمسألة ليست "رص" لاعبين على الدكة، وفي نهاية الموسم تستنزف ميزانيتك للمخالصة معهم.
ولهذا أعيد ما طرحته في بداية هذا المقال مع من تقف في نهاية المقال بين طرفي نزاع الواقع والمأمول؟.