الميزان مختل !
قد يتفق معي كثر. أن الذاكرة الجمعية لدينا رسخت أن من أكبر مشاكل الكرة السعودية والأقرب إلى الواقع هي: اختلال في ميزان العدالة!!
وقد يتفق معي أكثر أيضًا أن هذه الأحرف السبعة لكلمة (العدالة) لو تم فردها وفرضها كرايات حادة وحازمة في زوايا ملاعب ومكاتب كرتنا. لن أقول ستنهي المشكلة من جذورها. بل تقلص وتحد من المخاطر. ستذهب كرتنا إلى العوالم التي تبني صروح نهضتها اليوم إلى العالم متعافية.
وحتى تكون فكرتي واضحة. العدالة والحمد لله ليست غائبة. لكن اختلال ميزانها شوّه وجهها. وأخفى شيئًا من نضارتها جماهيريًّا.
مرت بعوامل تعرية قاسية. الكل يعتقد أنه يحميها. لكن الحقيقة، الجميع ساهم في ما وصلت إليه.
أول وأبرز أسباب (عضال) هذه العدالة المختلة. هو خوف البعض من تطبيقها على الكل. ذلك الخوف له عدة أوجه. لكن الأيادي المرتعشة فعلًا لا تصنع قرارًا. لقد أوصل بعض من بيدهم قرار كروي هذه الصورة الذهنية لعقلية المتلقي. تواليًا.
تخيل مثلًا. حكم مباراة عادية (رغم أنه يطبق القانون الموحد على مستوى العالم) تجد قراره مختلفًا في حالة مشابهة لمباراة جماهيرية أخرى أدارها!
لجنة كروية (رغم أنها تطبق اللوائح التنظيمية) تفشل في الصمود أمام المد الجماهيري والإعلامي. فتظهر إما بقرار مرتبك. أو يقفز رئيسها من نافذة الاستقالة!!
اتحاد الكرة نفسه (يقدم رجل ويأخر رجل) مجسدًا رمزية التخبط في تباين القرارات على مستوى الأندية والمنتخبات!!؟
قناعتي أن أي تغيير في الكرة السعودية لن يبرز وجهها المشرق طالما هناك من ما زال مقتنعًا أن الميزان المختل (مظبوط)!