لجنة الاحتراف وتأسيس النفاق
يبدو أن لجنة الاحتراف متورطة بالأزمة التي خلقها المدرب «مانشيني»، فلائحتها لا تساعدها قانونيًّا على معاقبة «سلمان الفرج، وسلطان الغنام، ونواف العقيدي، وخالد الغنام، وعلي هزازي، ومحمد مران»، فلا أحد منهم خالف المادة العاشرة من لائحتها والتي تنص: «الالتحاق بالمنتخبات الوطنية فور طلب الاتحاد ذلك»، فمن اُستدعي حضر، ومن لم يستدعَ «الفرج والغنام» لا يحق لهم فرض أنفسهم على المنتخب.
كذلك لم يمتنع أحد منهم عن حضور التدريبات وأداء المباريات الودية والرسمية.
ولم يبق للجنة سوى معاقبتهم على رأيهم، واللائحة لا تنص على معاقبة من يقول رأيه.
بعيدًا عن الجدل القانوني، وما قاله «مانشيني» وردود اللاعبين عليه، أو حتى قسم «سلمان الفرج» بأن ما قاله المدرب غير صحيح.
دعونا نفترض أن كل ما قاله «مانشيني» صحيح منعًا للجدل القانوني، وأنه سأل «سلمان الفرج» عن الذي يفضله؟
فرد : لا أحب لعب المباريات الودية.
وسأل «سلطان الغنام» : هل أنت سعيد؟
فرد : لست سعيدًا أن أكون احتياطيًّا، أو الخيار الرابع لديك.
وأنه سأل «نواف العقيدي» : ما الذي تريده؟
فقال : أريد اللعب أساسيًّا، أو دعني أعود إلى فريقي لأشارك معه.
وسأل «خالد الغنام، وهزازي، ومران» بعد استبعادهم : هل تفضلون متابعة البطولة في قطر أم العودة للوطن؟
فردوا : نفضل العودة لأسرنا.
قلت : دعونا نسلم بأن كل ما قاله «مانشيني» صحيح، وأن اللاعبين عبّروا عن رأيهم له بصدق.
هل يعاقب الإنسان على صدقه؟
بسؤال أوضح: هل من العدل معاقبة من يتبع الفضيلة، فالصدق فضيلة؟
أتمنى من اتحاد الكرة ولجانه المختصة النظر للقضية من هذه الزاوية، وأعني الجانب الأخلاقي، وما الذي نريد أن نؤسسه من قيم وأخلاق لدى الجيل الجديد.
هل سنؤسس للصدق؟
كن صادقًا ولا تكذب.
أم نؤسس للكذب؟
نافق لتنجو.
فكروا بهذا الأمر كثيرًا، قبل إصدار القرار، فالقضية هنا ليست قانونية فقط، بل وأخلاقية تؤسس للجيل الجديد من اللاعبين مفاهيم أخلاقية.