يا رب أردنية للنشامى
من المفترض أن ألتزم الحياد حول مباراةٍ نهائيةٍ، ليس منتخبنا الوطني طرفًا فيها، لكن دموع مدرب منتخب الأردن حسين عموتة، التي استرجعها لنا الزميل خالد جاسم، مقدِّم برنامج «المجلس»، أعادت لنا ذكرى مشهدٍ تراجيدي، لا يمكن أن ننساه حينما ذرفت دموعه فرحًا بفوز الأخضر على منتخب الأرجنتين في بطولة كأس العالم 2022 التي أقيمت في قطر.
ـ لقطةٌ تلفزيونيةٌ، تميَّزت بالحسِّ الإعلامي في توقيت اختيار عرضها، وحرَّكت مشاعري، ومن المؤكد أنها نالت «تعاطف» كل السعوديين مع المنتخب الأردني ومدربه، الذي ذرفت دموعه تعبيرًا عن فرحةٍ، تجلَّت في لحظتها مشاعرُ صادقةٌ من مدربٍ مسلمٍ عربي، لم يتمالك نفسه من شدة إعجابٍ، وسعادةٍ، غمرت قلبه بانتصارٍ سعودي على منتخبٍ، يُعدُّ من أفضل منتخبات العالم.
ـ لم يكن المدرب حسين عموتة يعلم أن دموعه هذه، سيكون لها موعدٌ مع التاريخ، وأننا بوصفنا سعوديين وعربًا، سنكون في موقفه نفسه، ومشاعره ودموعه ذاتها، دموعٌ تعبِّر عن حفلة فرحٍ ابتهاجًا بمدربٍ، صنع المستحيل لمنتخبٍ، لم يكن مرشحًا للوصول إلى الدور ربع النهائي، أو نصف النهائي، ليصل إلى النهائي عن جدارةٍ واستحقاقٍ، والقلوب تدعو اليوم: يا رب توِّج هذا النجاح بأول بطولةٍ آسيويةٍ لمنتخب الأردن.
ـ عذرًا أشقاءنا القطريين، لا يعني دعائي للنشامى أن منتخب قطر لا يستحقُّ أن نتمنى له تحقيق البطولة، وهو الذي لم يصل إلى النهائي إلا بعد أن قدَّم مدربه ونجومه منتخبًا قويًّا، أمتعنا عبر عملٍ كبيرٍ، وجهدٍ جبارٍ، لا يقلُّ في حجمه وقيمته عن منتخب أردني أبهرنا بشخصيته الفنيَّة ومدربه الفذ.
ـ عفوًا أشقاءنا في قطر، لا تفهموني "غلط" من منظور أنني أستكثر على منتخب بلادكم أن يكون له نصيبٌ من الدعاء، ويدان ترتفعان للسماء بتتويجه بطلًا لهذه النسخة الناجحة بكل المعايير، تنظيميًّا وفنيًّا وجماهيريًّا وإعلاميًّا، ولا أبالغ إن منحتها حق التميُّز كأفضل بطولةٍ آسيويةٍ حققت نجاحًا مذهلًا، فالعنابي هو الآخر يستحقُّ اللقب والمباركة إن فاز به، لكن دموع عموتة أرغمت مشاعري وحروفي على أن تبقى أسيرةَ فرحٍ بإنجازٍ غير مسبوقٍ أتمناه لمنتخب الأردن ومدربه العربي الذي نال تعاطف كل العرب معه.