عقوبات الستة.. القصة لم تنته بعد
صدرت القرارات ضد اللاعبين الستة القضية، الذين شغلوا الشارع الرياضي، ولكن هل انتهت القصة، هل يجب أن تتوقف عند هذا الحد، لا يمكن أن يكون الجواب بنعم، غُرم من غُرم وأُوقف من أُوقف ولكن القصة ما زالت تحتاج لفصل نهاية.
النهاية لن تأتي بعد، فالسؤال الذي لم تتم الإجابة عليه حتى الآن، لماذا وصلنا لهذا الحد، وما الذي يدفع لاعبين بعضهم في بداية مشواره للوقوع في هذه الإشكالية من الأساس.
بعيدًا عن قانونية العقوبات، ومدى توافقها مع اللائحة، ففي نهاية المطاف وجدت لجنة التحقيق اللاعبين مذنبين، ولكن هل هم فقط من ارتكب الأخطاء؟ ماذا عن إدارة المنتخب كيف سمحت للأمور لأن تصل لهذا المستوى المثير للجدل، ماذا كان دورها الأساسي في حل مشاكل اللاعبين قبل أن تتفاهم وتصل للجنة الاحتراف.
مر على المنتخب السعودي عشرات المشاكل والخلافات، لم يكن معسكره دائمًا المزرعة السعيدة، مرت عليه الكثير من المشاحنات، ووصل الأمر في بعضها لرمي اللاعبين الصحون في وجوه بعضهم البعض، وكسر عدد من الأصابع، ولكن الإدارة القوية كانت تحتوي تلك المشاكل وتحلها وفق لائحتها الداخلية، متى ما كان ذلك ممكنًا، ولكن مع الإدارة الحالية الأمر بات خارج السيطرة، لا أجزم بمسؤولية حسين الصادق عن ما حدث ولكنه هو المسؤول عن المنتخب وعليه تحمّل دوره، فوظيفته لا تقتضي نقل الكلام بين المدرب واللاعب، بل التدخل لنزع فتيل أي أزمة قبل أن تنفجر، وإلا لما كان لوجوده فائدة.
من خلال ظهوره التلفزيوني، بدا واضحًا أن الثوب الذي يرتديه أكبر منه، صفصفة الكلام، واللغة البلاغية لا تعني أنك على صواب دائمًا.
الصادق ترك الأمور تتسرب من بين يديه، ثم حاول لملمتها بعد ظهور المدرب الصادم، بمعلومة تُسرب هنا وأخرى هناك، ليبعد المسؤولية عنه، وختمها بظهوره المسرحي، ولو كان قضى نصف هذا الوقت بالجلوس مع اللاعبين، لما وصلنا لما وصلنا إليه.
ماذا يعني محاولة إقناع اللاعبين البقاء في المعسكر، يا رجل أنت مدير منتخب أنت تأمر ولا تستجدي لاعبًا مهما كان، أي ضعف هذا الذي كان عليه الجهاز الإداري للمنتخب حتى يطلب من اللاعبين البقاء ثم نقول إنهم كانوا غير سعداء، أنت ما فتحت لهم الباب فلا تشتكي إذا خرجوا، أغلقه ولو قفزوا فوق السور، عندها يحق لك معاقبتهم.
منذ البداية كان هناك تقصير إداري واضح، حتى بعد حديث مانشيني، توقعنا بيانًا واضحًا من الاتحاد السعودي ولجنته الإعلامية النائمة في سبات عميق، ولكن الكل التزم الصمت، وترك الشائعات تتردد وتؤثر على اللاعبين.
أكرر، اللاعبون ليسوا أبرياء مما نُسب لهم، استحقوا العقوبة بناءً على ما ذكره اتحاد الكرة في بيانه، ولكن العقوبات كانت قاصرة، احتاجت لإضافة بعض الأسماء عليها.
أخيرًا، المشكلة لا يجب أن تبعدنا عن سؤال آخر هام، لماذا خرجنا مبكرًا من الأمم الآسيوية، آمل ألا تكون هذه الزوبعة لننسى هذا السؤال.