كلام «ويك إند»
* اتَّضح لي أمرٌ جديدٌ، وهو أن كل ما تريد تغييره عليك أن تُغيِّر معه أشياءَ أخرى، مثلًا إذا أردت التوقُّف عن التدخين فعليك التوقُّف من مرافقة المدخنين حتى لو كانوا من أعزّ الأصدقاء، وأقصد هنا التوقُّف مدةً محدَّدةً. أمَّا الاكتشاف الذي أقصده، فهو التوقُّف عن مرافقة الأصدقاء الذين يُحسنون اختيار الطعام اللذيذ إذا كان هدفك إنقاص وزنك. جاءني أحد الأقارب قبل ثلاثة أسابيع، وكنت قد بدأت برنامجَ «ريجيمٍ» لإنقاص خمسة كيلوجرامات، وأوصلته للمطار قبل يومين، وقد زدت كيلوجرامين! كان يعرف أين يوجد الطعام اللذيذ، كما أنه أفضل مَن يعدُّ الحلوى، كان يعرفهم بشكلٍ مدهشٍ، وكأنه قد تفرَّغ وقتًا طويلًا في البحث عنهم. كان يجيبني كلما اقترحت عليه مطعمًا: «أنت غشيم»! أجزم بأن الكيلوجرامين الزائدين، لم يكونا بسبب تناولي الطعام أكثر من المعتاد، وإنما في إصراره بعد شبعي على تناول المزيد! كان يمسك باللقمة، ويناولها لي قائلًا: «بس هذي.. علشاني.. منقوله.. والله ما تردني.. علشاني»!
* بالأمس تلقَّيت دعوةً من أحد الأصدقاء، حيث اتَّصل بي قائلًا: «عازمك على شاي جمر.. في مجلس ما فيه نفس ثقيلة». كانت كلمة «الجمر» مغريةً، لذا غيَّرت فكرة مشاهدة فيلمٍ، واتَّجهت إليه. مرَّت الساعات الثلاث سريعةً مثل عادة الأوقات الحلوة، صحراءُ ينيرها القمر، وتزيِّنها النجوم، وهواءٌ عليلٌ «يرد الروح»، وأحاديثُ من القلب للقلب، وضحكاتٌ حدَّ الدموع. ما زلت أعيش روح الليلة الماضية. لقد كانت أجمل من أجمل لوبي فندق، وأرقى من أفخم مقهى باريسي. كيف حرمت نفسي من هذا الجمال مدةً طويلة؟!
* اعتدت على الشعور بالفراغ بعد كل بطولةٍ كرويةٍ مهمةٍ! كنت بعد كأس العالم و«الأمم الأوروبية» أتساءل عمَّا كنا ننشغل فيه قبل البطولة؟ وكأنّي فقدت ذاكرة ما قبل البطولة! هذه المرة لم أشعر بذلك بعد «أمم آسيا». أعتقد أن السبب الرئيس أن كأس العالم الأخيرة لم يمضِ عليها سوى عامٍ واحدٍ فقط، إذ ما زال مستوى مباريات البطولة العالية عالقًا في ذاكرتي، خاصةً مباراتنا التاريخيَّة أمام الأرجنتين، ومباريات أخرى لا تنسى، أهمها المواجهة النهائية التي وُصفت بالأجمل، لذا بدا المستوى في البطولة الآسيوية أقلَّ مقارنةً بالكأس العالمية.
* آرثر شوبنهاور: «المهارة تصيب هدفًا، لا يمكن لأحدٍ أن يصيبه، أما العبقرية، فتصيب هدفًا، لا يمكن لأحدٍ أن يراه».