بقايا نادي الوحدة
قد لا يعرف الكثيرون من متابعي «الميديا الجديدة» بكل وسائلها الحالية، أن أول نادٍ حقق أول بطولة منظمة محليًّا هو نادي الوحدة، وتغلب على شقيقه الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في جدة بأربعة أهداف عام 1957م.
وأول منتخب سعودي تجمع ومارس التمارين بشكل رسمي بملعب ساحة إسلام المجاور للنادي المكي العريق بحي البيبان، وذلك عام 1953م للقاء منتخب سوريا.
وأن أول مدرب مواطن حصل على شهادة تدريب باختصاص كان أحد أبناء هذا النادي وهو الكابتن حسن سلطان ـ رحمه الله.
وتظل الأوليات تسير لأبنائه حتى في مجال التحكيم، كان أول حكم سعودي يحمل الشارة الدولية الأستاذ عبد الله كعكي ـ رحمه الله.
وطالما نتحدث عن الإعلام الجديد يظل الأستاذ علي داود أول مذيع ومعلق رياضي مثقف وكاتب وصاحب مفردات جميلة كان حارس مرمى نادي الوحدة في منتصف الستينيات الميلادية.
وعلى الرغم من هذا السرد التاريخي الجميل، عاش هذا النادي لأكثر من أربعين عامًا في حالة تأرجح بين صراعات واحتياج مالي، وعلى الرغم من تصديره للاعبين مميزين بين الفينة والأخرى وكان آخرهم الهداف ناصر الشمراني.
ولعل ما قاله مدرب الفريق الحالي دونيس عقب لقائه الأخير أمام الاتحاد، الذي عانى فيه النادي المكي من ظلم حكم اللقاء، يعيد التاريخ نفسه إذ قال:
منذ دخوله إلى نادي الوحدة وهو يعيش في «نفق مظلم» يبحث عن النور، مشيرًا إلى سوء الوضع المادي للنادي، حيث لم يحصل اللاعبون على رواتبهم منذ نوفمبر، وافتقارهم لمنشأة أو أدوات لتحسين الفريق.
وقال إن صبر الفريق بدأ ينفد مع كثرة الوعود دون أفعال، مؤكدًا أن الوحدة «نادٍ كبير» يجب أن يُعامل بمستوى احترام يليق بتاريخه، ودعا إلى العمل بجد على غرار الفرق الكبيرة.
والسؤال الكبير إلى إدارة النادي بقيادة سلطان أزهر، ماذا فعلت مع مثل هذه المتطلبات
وهذه الشكوى؟ وهي الإدارة الوحيدة منذ تأسس النادي عملت أطول مدة وبهذا العدد من السنوات، بمعنى أنها كان لديها الوقت للتخطيط والإنتاج، ولماذا لا تستفيد من فكر نادي الفتح في بيع وصناعة عقود اللاعبين، خاصة وأن الكل يعلم بأن مدينة مكة المكرمة ولّادة للنجوم السعوديين والمواليد؟ والأسئلة كثيرة حول عملية الاستثمار وكيفية التعامل معها، والاستفادة منها.