بين رونالدو وإيمانا
التعاطي الإعلامي والجماهيري مع الحالات الجدلية في دورينا يتم غالبًا حسب الميول، وليس له علاقة بالمهنية أو البحث عن تطبيق نصوص القانون.
في حالة كريستيانو رونالدو تسابق من يدعون الفضيلة على إنكار تصرفه، مبررين ذلك بأنه نجم وله متابعين من مختلف الأعمار، وما يفعله قد يصبح أمرًا مألوفا ومبررًا لدى محبيه وخاصة صغار السن، وهذا منطق اتفق معه تمامًا ولا أخالفهم الرأي فيه.
اختلافي الأساسي مع أغلب من يطالب بمعاقبة كل من يقوم بمثل هذه التصرفات غير الأخلاقية أنهم كانوا قبل سنوات يدافعون عن حركة المحترف الكاميروني إيمانا والتي قام بها أمام جماهير نادي الشباب.
هم أنفسهم بأسمائهم وشحمهم ولحمهم كانوا ينكرون قيامه بهذا الفعل، مع أنهم في دواخلهم مقتنعين بأنه فعل ذلك. ولأني كنت الطرف المعني بالأمر كون الصورة التقطها زميل يعمل معي ونشرت في صحيفة أرأس تحريرها فأنا احتفظ بملفات عن هذه الحادثة، بعض هذه الملفات نشرت وبعضها احتفظ به للتاريخ، وكانت أغلبها تحاول إظهار اللاعب بصورة المظلوم وأن الصورة مفبركة.
تفاصيل هذه القضية فيها أمور كثيرة لم أظهرها لحد الآن، ولكنها كانت جميعها تصب في اتجاه واحد وهو الوقوف مع المخطئ ومعاقبة صاحب الحق.
طبعًا هي صفحة وطويتها منذ سنوات ولم أتحدث عن تفاصيلها لأني لست ضد اللاعب ولا الهلال، وإنما كنت أقوم بدوري الإعلامي وقتها.
عودتي للحديث عن هذه القضية حاليًا هي حالة التعجب والذهول التي أصابتني من زملاء تحولوا بقدرة قادر من دفاع عن مسيئ ينتمي لناديهم إلى مطالبين بالفضيلة واحترام الذوق العام ومشاعر المشاهدين والجماهير عندما يكون اللاعب من نادٍ منافس.
حالة التناقض هذه ليس لها علاقة بالبحث عن تطبيق القانون أو احترام المشاهدين أو الخوف على النشء، وإنما الغرض هو إيقاف لاعب منافس لمصلحة ناديهم.
لذلك ارجعوا لحالات خروج عن النص من رابطة مشجعين أو من لاعبين أو من تصريحات مسؤولين وستجدون أن حماة الفضيلة الحاليين وقفوا في زاوية المشهد ليس لهم رأي أو أنهم أخذوا موقف المبرر والمدافع.