الإعلاميون والمعيار الأخلاقي
«المعايير الأخلاقية» هي مبادئ تُستمد من «المعتقد والعُرف والقوانين»، وتسنها مؤسسات المجتمع ويخضع الفرد لها، حتى لا يطارده القانون، أو ينبذه أفراد المجتمع لاختلافه عنهم.
ولكل مجتمع «معاييره الأخلاقية» التي تفرضها ثقافته، إلا أن غالبية «المعايير الأخلاقية» يتفق عليها البشر.
ومن خلال هذه «المعايير الأخلاقية» نقيّم سلوك الإنسان أخلاقيًّا، لكننا نظلمه إن قيمنا قدراته الفردية «موهبته» بمعايير أخلاقية.
وهذا ما يحدث للأسف من غالبية الإعلاميين والنقاد، إذ تسمع أحدهم يصف لاعبي فريقه بعد فوزهم «كانوا رجالًا».
هل يعني هذا أنهم إن هزموا سيفقدون رجولتهم، ثم ما دخل الرجولة بالقدرات الفنية؟
في العام الماضي بعض الإعلاميين كانوا يحطون من قدر «فريق الأهلي» بعد هبوطه للدرجة الأولى، ويعايرونه بأنه أدنى مرتبة من فريقهم، لهذا هبط للأدنى.
وهذا جهل منهم، فالفريق هبط بسبب قدراته الفنية، وليس الأخلاقية، ليقيّم أخلاقيًّا.
كذلك من بالدرجة الأولى ليسوا أدنى قدرًا، تمامًا كما هي المسميات الوظيفية «فمنصب المدير أعلى من منصب نائبه، إلى أن نصل لأدنى راتب يستلمه موظف»، ولكن التدني بالمنصب والراتب لا يعني أن من يعمل بها أقل كرامة، بل هو كالجميع، وربما أخلاقيًّا هو أفضل من الكثير.
خلاصة القول :
على الإعلاميين والجماهير أن يفرقوا بين ما هو أخلاقي وما هو تقني، وأن الفريق يفوز إن قدم لاعبوه أفضل مستوى فني، ويخسر لنفس الأسباب، وأن الرجولة والشرف لا دخل لها بما هو تقني، وربما لو سألت أحد جهلة الإعلام: من أفضل رجل عرفته بحياتك؟
سيقول: أبي، ومع هذا والده «ما براسه كورة».
أخيرًا،،
«المعايير الأخلاقية» نستخدمها حين نحاكم سلوك فريق ما، أو لاعب ما أخلاقيًّا، كأن يتفاوض لاعب مع فريق آخر بالخفاء ولا يحترم العقد الذي أبرمه، أو يحقق الفريق بطولة بطرق ملتوية، كما فعل نادي «يوفنتوس» الإيطالي، أو يتلاعب بالنتائج كما حدث في تركيا، حوكمت «4 أندية تركية» تلاعبت بنتائج المباريات في بطولة أوروبا لكرة القدم.