اسمحلي.. هذا جمهور الأهلي
غريب أمر جمهور النادي الأهلي السعودي، فبلاشك أننا بحاجة إلى دراستهم، ذلك أن المعادلة الجماهيرية تقول إنه كلما تعرض نادٍ إلى نكسات تقل جماهيريته، فيتحول جزء منهم إلى تشجيع أندية أخرى، وجزء آخر يقل شغفه، هذا الذي يحدث عادةً في أي نادٍ في العالم والأدلة كثيرة.
النادي الأهلي تعرض للكثير من النكسات ولكن كان أقساها الهبوط إلى الدرجة الأدنى، والتي وصفها الجميع بالكارثة، فتوقع الكثيرون ومنهم أهلاويون أنها قد تكون نهاية هذا النادي الكبير مثلما حدث لأندية كثيرة كانت لها صولات وجولات كنادي الوحدة، الذي كان أول هبوط له بداية الانحدار والتواجد دومًا مع فرق الوسط والمؤخرة، وفقده للكثير من جماهيره، فتم إبعاده من قائمة الكبار بعد أن كان كبيرهم، وبالطبع ساهم في ذلك إدارات عملها سيئ أدت إلى هبوط الفريق للدرجة الأدنى تواليًا.
البعض توقع حدوث ذلك السيناريو للأهلي، ولكن كانت المفاجأة بأن العكس قد حدث، وهو أن هبوط الفريق قابله زيادة في الجماهيرية، بل زيادة في الشغف والعشق بل إنهم أيضًا كشفوا مشجعي «المصلحة» ولفظوهم. وهذه معادلة رياضية جديدة، براءة اختراعها لجمهور الأهلي، فقد شاهدنا حضورًا مبهرًا في دوري الدرجة الأولى، ونشاهدهم الآن في دوري روشن بحضور طاغٍ وتفاعل مبهر ولوحات إبداعية لم نشاهدها في ملاعبنا من قبل بقيادة المايسترو بدر تركستاني، هذا الإبداع الذي جعل المواقع العالمية تتحدث عنه قبل المحلية.
من وجهة نظري، أن هبوط الأهلي إلى الدرجة الأدنى كان بمثابة اختبار صعب لجمهور الأهلي، اختبار سقط فيه الكثير من جماهير الأندية، وبلا جدال نجح جمهور الأهلي في تجاوز هذا الاختبار بامتياز ومع مرتبة الشرف، وسقط من راهن على انتهاء هذا الفريق وابتعاد جماهيره، ففقدانك للجماهيرية يعني أنك سقطت من قائمة الكبار وفقدت الكثير من الأمور التي تحققها الجماهيرية، وهذه الميزات يعلم أهميتها جيدًا من فقدها ومن ليس له جماهيرية أصلًا.
في النهاية أستطيع أن أقول إن هذا النوع من العشق هو العشق الحقيقي الخالي من المصالح الشخصية، عشق دون هدايا، عشق دون عطايا!.
والأهلي في الدرجة الأولى سألت عاشقًا أهلاويًا: هل تشتاق إلى الأهلي؟ قال: لا، فالأهلي بداخلي، فهل يشتاق الإنسان لمن بداخله؟!.