سنوات «النصر» الضائعة
ارتبطت نجاحات العالمي عبر تاريخه برؤساء أصحاب «كاريزما» قادوه لتحقيق الإنجازات، فلم يكن للنادي «منظومة» تستمر في النجاح حتى لو تغيرت الأسماء.
لهذا نرى فريق كرة القدم يحضر فترة ويغيب فترات، بدليل أن النصراويين أنفسهم ومع كل إخفاق يتذكرون الرمز الراحل عبد الرحمن بن سعود، وفيصل بن تركي، وسعود السويلم، وعرّاب العالمية فيصل بن عبد الرحمن.
هذا يعني أن العمل في النصر عادةً «One Man Show»، وهذه الطريقة في العمل لا تؤدي إلى الاستدامة في النجاح. والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تكون هناك منظومة نجاح تجعله في القمة غالبًا كما هو موجود في جاره الهلال؟
بمجرد قراءة هذا السطر الأخير الكثير من النصراويين سيردون علي بأن الهلال مدعوم دون غيره من الأندية، علاوة على القرارات التحكيمية التي تساعده دائماً. بغض النظر عن صحة هذا الحديث من عدمه، هل سيستمر العمل في النصر كما هو؟
مع استحواذ صندوق الاستثمارات توقعت وجود «المنظومة» وعلى الرغم من أنه مازال الحكم مبكرًا إلا أن المؤشرات لا تدل على ذلك. فكل الحديث الآن عن «جويدو» الرئيس التنفيذي للنادي، فمازال الحديث عن شخص وليس عن منظومة!.
مع وجود الدعم الكبير التركيز الآن على جودة الاختيارات للأجهزة الفنية واللاعبين، فمنذ زمن لم ينجح النصر في أمرين هما اختيار مدرب مميز مناسب للفريق، وقلب دفاع برتبة «قائد»، فكاسترو مثلًا مدرب له سنوات طويلة في التدريب لم يحقق فيها نجاحات حتى وصل إلى الدوري البرازيلي مع فريق عادي مثل بوتافوجو. مدرب عُرف عنه ضعفه في التنظيم الدفاعي في كل الفرق التي دربها، وكما هو معروف أن البطل عادةً هو الأفضل دفاعًا إذًا على أي أساس تم اختياره؟
أيضًا لابورت، هل لمجرد أنه كان لاعبًا للسيتي يتم اختياره؟ النصر بحاجة إلى مدافع صاحب شخصية قيادية وليس مجرد مدافع يلعب في نادٍ كبير. مثلًا لو أردت اختيار مدافع من ريال مدريد، أحد أفضل فرق العالم، فهل سيفيد النصر أي مدافع في الريال؟
من وجهة نظري أن جميع مدافعي الريال لن يفيدوا النصر عدا الألماني روديجر، لأنه المدافع القيادي الوحيد في الريال. هذا يؤكد لنا أن طريقة الاختيار في النصر غالبًا ما تكون خاطئة!.
لابد أن يتغير الحال في النصر، وإلا سوف يستمر الألم للمشجع النصراوي وعشاق كرة القدم الجميلة.