توثيق بلا موثقين
التوثيق أصبح قضية مملة، وأشعر بأننا نأخذ خطوةً للأمام وعشرًا إلى الخلف، فكلما مر الوقت وعقدت الاجتماعات تباعدت المسافة نحو الوصول إلى توثيق رصين يجسّد حقيقة زخم تاريخنا الرياضي.
فبعد إقحام الاتحاد الدولي تمخض اجتماع الثلاثاء عن تكوين فريق توثيق تاريخ كرة القدم السعودية، والحقيقة أنني مع احترامي للجميع لا أعرف منهم سوى واحد أو اثنين ممن لهم شأن في التخصص، والغريب أن الفريق لا يضم أعضاءً من الهلال والنصر والأهلي، فهل يعقل أن يكون هناك توثيق دون هذه الأندية؟ والأكثر غرابة أن يتم الاعتماد على التصويت في قضايا تتعلق بالتاريخ!
ولقد لفت انتباهي ما قاله رئيس نادي قلوة الأستاذ علي الصلاحي، حيث أشار إلى أن المشروع كبير وعظيم، ولكن الأسماء المرشحة مع احترامنا «11» فقط من «49» الغالبية منهم لا يملكون السجل الكافي من خبرات وشهادات في موضوع التوثيق أو التاريخ، مؤكدًا الاحتياج إلى كفاءات أكاديمية وأناس متخصصين، وللأسف الأندية لم تقدم أسماءً تستحق أن تكون في هذا المكان، ولا أعتقد أن النتائج ستكون جيدة.
والواقع أن التوثيق مهم كركيزة يُبنى عليها تطوير الرياضة لدينا، ولكنه ليس الوحيد، فمن أهم مقومات تفوق المنافسات الرياضية، قوة المنافسة، فمصلحة الكرة السعودية تقتضي أن يكون هناك مجموعة من الأندية تتنافس على الألقاب، أيضًا الحضور الجماهيري الذي تراجع بشكل واضح رغم إضافة الحضور الجماهيري الأهلاوي قياسًا بالموسم الماضي، فلو استبعدناه سيكون تراجع الحضور كبيرًا ويستحق التوقف وإعادة النظر في نتائج الفرق، فأي مشجع لا يود أن يحضر وهو يعرف مسبقًا أن فريقه خاسر ولربما بجملة من الأهداف في ظل الفوارق الكبيرة التي أشار إليها بيليتش مدرب الفتح، ناهيك عن تراجع حوافز حضور الجماهير.
كما أن هناك نقاطًا مهمة تؤثر سلبًا على قوة المسابقات ومن ضمنها الأخطاء التحكيمية التي شهدت زيادة لافتة في منافساتنا مؤخرًا، فلا تكاد تنتهي مباراة إلا وفيها أخطاء تحكيمية مؤثرة، ناهيك عن جودة الإخراج التلفزيوني، ومستوى التعليق والتحليل الفني.
ـ كل التوفيق لمنتخبنا الوطني في لقاء اليوم.