الهلال.. اختر بطولة.. واترك الباقي
انتفض إعلاميون مهتمون بالشأن الاتحادي والنصراوي ومغردون على حد سواء، ضد مطالبة إدارة نادي الهلال للاتحاد السعودي لكرة القدم، بإعادة النظر في جدولة مبارياته قبل نصف نهائي دوري أبطال آسيا، معتبرين أن الموافقة على طلب الهلال إخلال بعدالة المنافسة، مستشهدين برفض طلب الاتحاد تأجيل مباراة له قبل خوض غمار كأس العالم للأندية، وبرفض تأجيل مباراة النصر الأولى، بسبب ضيق الوقت بينها وبين نهائي البطولة العربية، متجاهلين عن عمد أن الهلال خاض مباراته الأولى في الدوري بظروف النصر ذاتها، الفرق أن النصر خسر من الاتفاق، والهلال فاز على أبها، محاولة تمرير أنه تم رفض طلب النصر دون ذكر طلب الهلال هي محاولة لتضليل المتلقي لا أكثر.
حسنًا، خلاف الهلاليين، مع لجنتي المسابقات في رابطة المحترفين والاتحاد السعودي لكرة القدم، ليس في جدولة مباريات الدوري المعدة سلفًا، ولكن مع التعديلات غير المبررة التي أدخلت لاحقًا، مع بطولة السوبر التي حُشرت بلا سبب مقنع قبل أيام من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، المعلنة سابقًا، ومع تغيير جدول الدوري قبل نحو شهر بلا مبرر معلن والتي بسببها يلعب الهلال مع الأهلي في جدة بدلًا من الخليج بين مباراتي الدور نصف النهائي للبطولة الآسيوية، كانت الجدولة السابقة، أن يلعب الهلال مع الخليج في الرياض، ولكن تم تغيير الجدول دون مسوغ مع أن المسابقات كانت تعرف جيدًا مواعيد البطولة الآسيوية، فطالما هم يغيرون ويعدلون، فمن حق الهلال أن يطالب بالتعديل، وإن كانت اللجنة أخفقت سابقًا في عدم الموافقة على طلب الاتحاد فهذا لا يعني الاستمرار على الخطأ، فجدولة الدوري التي يزعمون أنها مقدسة ولا يجب المساس بها، هم من مسها دون مسوغ، أو حتى تبرير لهذا التعديل الصارخ.
كانت الأمور طبيعية، مباريات الدوري، ووسطها مباريات دوري الأبطال، كان الفريق الذي سيتأهل سواء الهلال أو الاتحاد أو حتى النصر سيواجه بعض الضغط ولكن الأمور مقدور عليها ببعض التدوير، ولكن تدخلات الاتحاد السعودي، وحشر كأس السوبر عنوة وسط الجدول، وفي ليلة العيد، والتعديلات الإضافية على الجدول جعلت مباريات الهلال صعبة، فخلال الفترة من 30 مارس وحتى 29 أبريل عليه أن يلعب 10 مباريات، بمعدل مباراة كل ثلاثة أيام، 6 منها خارج الديار، فيلعب مع الشباب والأخدود، في الرياض، ثم الخليج في الدمام، والنصر في السوبر في أبوظبي، وفي حال تأهله للنهائي سيواجه العين في العين بعد أربعة أيام فقط، ومنها يطير إلى جدة لملاقاة الأهلي في مباراة كلاسيكو بعد يومين فقط، ثم يعود إلى الرياض لمواجهة العين بعد ثلاثة أيام، ثم يستضيف الفتح قبل أن يطير إلى جدة لملاقاة الاتحاد مجددًا في نصف نهائي كأس الملك، ليست مجرد عشر مباريات فقط، بل فيها ديربيان، و3 كلاسيكوهات، ونصف نهائي دوري الأبطال، ونصف نهائي سوبر، وكأس ملك، مباريات حاسمة، وسط سعي الهلاليين لتعزيز رقمهم القياسي العالمي.
الأمر الأصعب سيكون لاحقًا، في حال تأهل الهلال للنهائي الآسيوي، عندها سيلعب ثلاث مباريات حاسمة في خمسة أيام، يلعب الجولة قبل الأخيرة من الدوري يوم 22 مايو، نهائي آسيا في 25، والجولة الأخيرة في 27، لا أعلم كيف كانوا يفكرون عند وضع هذه الجدولة الغريبة، لسان حالهم يقول، اختر بطولة لن نسمح لك بالفوز بها جميعًا.
أكثر ما يخشاه الهلاليون تكرار سيناريو 2019 عندما خاضوا الظروف ذاتها ولعبوا 11 مباراة في شهر، فكانت النتيجة ضياع البطولات، ولم يكسب سوى الإصابات.