«التفوق الأزرق»
أعلم علم يقين أن ساحتنا الرياضية عاطفية الهوى والهوية، وأن روابط الانتماء بين أهلها وأنديتهم المفضلة هو روابط «حب أعمى» لا يستطيع معها التمييز بين الصواب والخطأ، لدرجة الوقوع في التضاد والتناقضات بشكل علني ودون الشعور بذلك، فـ«لمسة يد» على الفريق المنافس هي ضربة جزاء لا تقبل الشك وعدم احتسابها خطأ كارثي و«………….» ما بين القوسين يضع فيها مدمن فكر المؤامرة تصعيده الذي يفسر فيها الأحداث في كل مرة، في حين أن ذات لمسة اليد على فريقه المفضل لا شيء فيها ولو كانت أكثر وضوحًا، ولو احتسبت فسيمارس نفس الدور الذي مارسه من قبل ولكن بالنقيض.
ولأن لدينا فريق «محترف ونموذجي» يملك ثقافة بطولات يندر من يملكها على مستوى العالم فإن الاعتراف بتفوقه مثل وجود الغول والعنقاء والخل الوفي، بل على العكس تمامًا تبدأ رحلة تشكيك بطريقة «اكذب واكذب حتى يصدقك الناس» فتترسخ القناعات المشككة مع مرور الزمن حتى يصدقها أصحابها، فما بال المغرر بهم؟!
لكم أن تتخيلوا أن الموسوم بهذه الصفات هربًا من الحقيقة المؤلمة لهم خاض قبل ساعات مباراة مهمة على ضفاف الساحل الشرقي، وسيعود أو عاد للعاصمة، ثم سيمضي يومًا واحدًا ويغادر بعدها للإمارات العربية، ويلعب ليلة التاسع والعشرين من رمضان مباراة مفصلية أخرى أمام المنافس الجغرافي في نصف نهائي السوبر، وفي حال الفوز سيلعب ثاني العيد المباراة الختامية، وقد يعود للرياض ثم يرجع مرة أخرى إلى مدينة العين الإماراتية بعد خمسة أيام فقط ليلعب أهم مباراة في الموسم حتى الآن في نصف نهائي القارة، وخلال يومين فقط سينتقل من العين إلى أبو ظبي ومنها إلى الرياض ثم إلى جدة لمقابلة «الأهلي»، وللمعلومة فقط فالراقي من الآن وحتى وقت المباراة سيبقى في جدة، ينهي لاعبوه صيامهم، ويعيّدون مع أسرهم، ويرتاحون من الأسفار والإرهاق والإصابات، في انتظار وصول الهلال الذي ينتظره بعدها مباراة الإياب لنصف النهائي القاري.
كل ذلك في نظر مدمني فكر المؤامرة عدل وغيره ظلم بواح.
«السوط الأخير»
إن كان مـنـته مـصـافـيني على الـشدة
وقت الرخا واجد ربعي وخـلانـي