مدريد
«الرياضة.. مكسبٌ وخسارةٌ». هذه العبارة التي ترتبط منذ القِدم بعالم الاستثمار، أصبحت بعيدةً جدًّا عن واقعنا الجديد، فالقاموس الآن لا يعرف الخسارة، والمكسب فيه هو لغةُ العصر، وقد استطاعت الأندية ترجمة هذا الوضع ماليًّا من خلال تحقيق الأرباح، وحصد عديدٍ من البطولات، لتقوم الاتحادات بتوزيع الأموال عليها حسب حجمها وقوتها وحصولها على الألقاب.
ما قامت بها اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» بعد دخان السوبر الأوروبي، يبرهن على صحة كلامي، لا سيما عقب الموافقة على كيفية توزيع الأموال الخاصة ببطولات الأندية القارية للرجال في شكلها الجديد خلال الدورة المالية 2024ـ2027، إذ سيُخصص مبلغ 3.317 مليار يورو للأندية التي تشارك في المراحل الجديدة ببطولات دوري الأبطال، والدوري الأوروبي، ودوري المؤتمر من إجمالي 4.4 مليار يورو «4.7 مليار دولار»، المتوقعة أرباحًا كل عامٍ من تلك الدورة، أيضًا ستظلُّ النسبة المئوية للتقسيم بين المسابقات كما هي في الدورة الجارية، إذ تحصل أندية دوري أبطال أوروبا على 74.38 في المئة، التي من المتوقع أن تصل إلى مليارين و467 ألف يورو.
لعل ما حصل عليه نادي مانشستر سيتي من «يويفا» خير مثالٍ، حيث كشفت حساباته عن أنه تلقَّى مبلغ 113.85 مليون جنيه إسترليني «143.06 مليون دولار» بعد وصوله إلى نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، وهذا ما جعلهم يقومون بزيادة الإيرادات إلى 140 مليون جنيه للفريق الذي سيفوز ببطولة دوري الأبطال موسم 2024ـ2025. كما أنه من المقرَّر أن يذهب 7 في المئة من إجمالي الإيرادات المتوقعة إلى الأندية غير المشاركة، أي ما يعادل 308 ملايين يورو، وسيُقسَّم الـ 3 في المئة الأخرى بين الأندية التي تتنافس في الأدوار التمهيدية.
ريال مدريد أيضًا هو رابحٌ كبيرٌ في توزيع الجوائز على الأندية، إذ سيتم ذلك بناءً على تصنيف «يويفا» في آخر عشر سنواتٍ، وفقًا لأداء ونتائج الفرق، ما يعني أن الريال سيكون الرابح الأكبر من هذا البند نظير فوزه بخمسة ألقاب في البطولات الأوروبية، إذ سيحصل على 30 في المئة من قيمة هذه الجوائز، لأنه الفريق الأعظم خلال الفترة الماضية.