لاعبون عاطلون
بدءًا من الموسم الرياضي المقبل 2024ـ2025 أقر الاتحاد السعودي لكرة القدم تقليص عدد اللاعبين المسجلين في كشوفات الفريق الأول لأندية دوري روشن السعودي للمحترفين من 30 إلى 25 لاعبًا، منهم ثمانية غير سعوديين دون وضع حد أدنى لتاريخ ميلادهم، واثنان غير سعوديين من مواليد 2003 فما فوق، بهدف تعزيز الجانب الاستثماري للأندية ـ ولربما تفعيل استراتيجية التجنيس ـ إضافة إلى المواليد. كما سيتم إلغاء الدوري الرديف.
وذُيل البيان الذي صدر في نهاية شهر ديسمبر الماضي بجملة فحواها: ويأتي القرار بعد التنسيق مع استراتيجية دعم الأندية، وإدارة المنتخبات الوطنية، والمدير الفني للاتحاد السعودي، بالإضافة إلى عقد عدد من ورش العمل مع الأندية.
ومع احترامي للإخوان في استراتيجية دعم الأندية وإدارة المنتخبات والمدير الفني والأندية واتحاد الكرة، ألم يخطر ببالكم أن هذا القرار سيقضي على مستقبل مئات اللاعبين، وسيقفل بيوتًا، ويزيد من نسبة العطالة، ويلغي الكثير من الفرص الوظيفية؟ فأندية دوري روشن مطالبة على أقل تقدير بتسريح خمسة لاعبين من كل ناد، أي ما مجموعه «90» لاعبًا، إضافة إلى لاعبي الدوري الرديف، قلة منهم سيجدون فرصًا في أندية الظل أو الأولى، ولكن الغالبية العظمى لن يجدوا فرصة وسيصبحون لاعبين عاطلين، ولربما نخسر مواهب لم يجدوا الفرصة كاملة ليثبتوا قدراتهم.
ثم ماذا لو تعرض فريق لعاصفة من الإصابات كتلك التي تعرض لها الاتحاد في هذا الموسم؟ وماذا لو كانت هناك استدعاءات للمنتخبات الوطنية كما حدث للاتحاد أيضًا في هذا الموسم؟ عندها لربما لا يكتمل نصاب الفريق، أو قد يشارك بدكة بدلاء تكميلية بلا أي قيمة فنية، وفي ذلك إجحاف تغيب معه عدالة المنافسة.
يا هؤلاء كرة القدم صناعة تمتد بتضاعيفها إلى المجتمع، فهي تمثل مصدر رزق للمواطنين من اللاعبين وتفتح بيوتًا، وتغني ذا الخصاصة، لذلك أتمنى من القائمين على رياضتنا أن يعيدوا النظر في هذا القرار الذي لا أجد فيه إيجابيات تضاهي السلبيات.
عيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير