صفير الهواء اقترب!
لا يمكننا أن نمضي في مشروعنا الرياضي دون أن نعترف بجوانب القصور، ولن أقول الأخطاء، فليس هناك ـ من مبدأ حُسن النوايا ـ من يتعمد الخطأ، لكن ليس هناك عمل لا تشوبه شائبة انحراف قرار، أو تسرع أو حتى تعنت.
وما الأخذ بالمؤشرات العامة من ردود أفعال مسؤولي الأندية وجماهيرها أو الإعلام، نعم رضا أولئك غاية لا تدرك، ولن تدركَ، فهي تجنح للعواطف غالبًا.
لكن يجب التوقف عند نقاط جوهرية لدراستها وتحليلها بشكل علمي، ولنأخذ أهم مؤشر:
* غياب الجمهور عن المدرجات خلف أنديتها ولاعبيها، لدرجة فقر عدة مباريات من الحضور «حتى لو كانت التذاكر بسعر معقول جدًا»، وانخفاض الحشد الجماهيري حتى في المباريات الكبرى بين قطبين ذوي شعبية! هل خلفه الأسعار المرتفعة للتذاكر، موقع الملعب وسوء الدخول والخروج منه، تدني الخدمات مثلًا؟.
ونضع في الحسبان مقارنة بين ارتفاع معدل «الشغف» في الموسم الماضي، بانخفاض منسوبه الموسم الحالي، ونستخرج النتائج، ومن يتحملها بين الأندية من جهة، أم اتحاد الكرة، أم لجنة الاستقطابات أو وزارة الرياضة، من جهة أخرى.
إذا كنا نرى نسخة هذا الموسم هي «النموذج» في فكرة البداية الصلبة لتجويد مشروعنا الكروي في النسخ القادمة من الدوري السعودي، فعلى على كل جهة تحمل مسؤولياتها دون مكابرة، الجميع مقصر، بسوء قرار، أو تباين قرارات، أو تأخر تنفيذ مشاريع.
الجمهور، الجمهور، الجمهور، أكررها ثلاثًا، هوّ الجوهرة الحقيقية التي تمتلكها كرتنا، ونحسد عليها منذ عقود، فاحذروا فقدانهم.
أليس تجهيز الأندية، المسابقات، الملاعب، الأنظمة واللوائح، وغيرها من مكونات الجذب، صُنعت من أجلهم، وكما يُقال: «جنة من غير ناس، ما تنداس»، والشواهد حولنا كُثر في بعض الدول القريبة أو البعيدة، والذين قد يتفقون علينا في بعض الجوانب، لكن تسمع فيها صفير الهواء طوال موسمها الكروي!.
اللهم بلغت، اللهم فاشهد، لأنها وجهة وطن، لا وجهة نظر.