الشوط الهلالي الأهم
كان توقف سلسلة الانتصارات الهلالية مسألة وقت، فلا انتصارات دائمة في كرة القدم ولا تستطيع أن تلعب في كل فترات الموسم، لا سيما عندما تقترب من النهاية بذات الرتم.
في السقوط أمام العين الإماراتي جانب من السلبية وجانب إيجابي، فمن سوء حظ الهلال أن هذه الخسارة جاءت في مباراة حسم من مباريات معدودة في الموسم في نصف النهائي الآسيوي وقبل بلوغ الختام بخطوة واحدة وبنتيجة كبيرة تصعب المهمة أكثر في لقاء الإياب في الرياض الثلاثاء المقبل.
الأمر الإيجابي الوحيد تأجيل مباراة الفريق لمباراة الأهلي ضمن منافسات الدوري، مما يتيح له خمسة أيام يجهز نفسه فيها ويتعافى من هذه الخسارة ويصحح أخطاءه قبل مواجهة الإياب بين أنصاره.
مهمة صعبة لكن الهلال قادر على تجاوزها متى كان لاعبوه في كامل حضورهم الذهني والفني، وقبلهم مدربهم الذي لا يقبل الخسارة جيسوس.
من وجهة نظري أن الهلال سيخوض مباراتين في مباراة واحدة أمام العين في الإياب متى تجاوز الأولى بنجاح فقد اقترب من بلوغ المباراة النهائية، الشوط الأول في مواجهة الإياب سيكون مباراة لوحدها إن استطاع الهلال تحقيق نتيجة إيجابية فيه فهو مهد لنفسه بشكل كبير لتجاوز المباراة الأخرى أو الشوط الثاني. فتحقيقه لهدفين سيعيد الأمور كما كانت لنفطة الصفر وكأن الفريقين يخوضان نصف النهائي من البداية، ولكن الفرق أن العين سيخوض الشوط الثاني وهو في أسوأ حالاته النفسية، بخلاف الهلال الذي سيخوضه لاعبوه بشراسة وتفاؤل أكبر.
حتى التقدم بفارق هدف في الشوط الأول سيكون مريحًا أكثر للهلاليين، وسيدب التوتر في صفوف خصمهم لكن أي نتيجة أخرى وتعثر بتعادل أو خسارة في هذا الشوط الأهم فيعني توديع البطولة بشكل كبير.
بالطبع إن ما سبق مجرد قراءة هي الأقرب لما ستكون عليه النهاية، ولكنها في كرة القدم لا تعني شيئًا وقد تتبخر كلها ويحدث ما لا يستطيع أحد أن يتخيله أو يقرؤه، مثلما حدث في مدينة العين فمن كان يتخيل هذا السيناريو سقوط الهلال بأربعة أهداف وثلاث جزائيات في مباراة وفرص ضائعة كادت تضاعف ذلك.
إن خرج الهلال وهو أمر متوقع وهو آخر أربعة فرق سعودية لم تستطع الصمود في هذه البطولة، فذلك سيشكل ضربة للمشروع الرياضي السعودي في بداياته، نحتاج للنجاح الخارجي أيضًا وللزعامة الآسيوية، فهناك الكثير من الكارهين والمتربصين بهذا المشروع الذين ينتظرون كل فرصة للتشكيك فيه ومحاولة هدمه.