المسابقات.. الأسعد بخسارة الهلال
تنفست إدارة المسابقات في رابطة دوري المحترفين، ولجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم، الصعداء عقب خروج الهلال من نصف نهائي دوري أبطال آسيا، وتوقفه عند محطة العين.
ليس كرهًا في الهلال ولكن حبًا لنفسها، فوز الهلال كان سيوقعها في ورطة كبيرة لن يكون التعامل معها سهلًا، وسيكشف أكثر للشارع الرياضي سوء العمل الذي يقومون به، ومدى سوء الجدولة، التي وقفت في كل كرة ضد ممثلي الوطن.
لو أن الهلال فاز بالمباراة وتأهل للنهائي، كانت المسابقات ستجد نفسها في أزمة تدبير مواعيد جديدة لمباراتي الهلال مع الحزم، التي كانت ستلعب قبل النهائي بيومين، والوحدة في ختام الدوري التي تلعب بعد النهائي بيومين فقط، والأخيرة تعني تأجيل الجولة الأخيرة من الدوري بأكملها لكون مبارياتها تلعب في وقت واحد.
إضافة إلى أن فوز الهلال على الاتحاد في نصف نهائي كأس الملك سيعني البحث عن موعد للنهائي لا يتعارض مع مباريات الدوري ولا النهائي الآسيوي، وهي مهمة ستكون شبه مستحيلة في ظل الجدولة السيئة للمباريات، وضغطها بشكل لا يتناسب مع كرة القدم، وإلزامية إنهاء الموسم قبل يونيو.
لا يمكن في كل مرة تلعب أنديتنا في آسيا، تبدأ المشاكل ومطالبات التأجيل، أمام جدولة من زجاج تتحطم عند أول اختبار.
يلوم الهلاليون لجنة المسابقات كثيرًا في خسارتهم أمام العين، وهم محقون في ذلك، فاللجنة قدمت الهلال لقمة سائغة لخصمه القوي، بعد أن أرهقته بمباريات السوبر القوية قبل الدور نصف النهائي، تمامًا كما فعلت الموسم الماضي قبل النهائي الآسيوي بعد أن وضعت مباراته مع الاتحاد في نصف نهائي كأس الملك قبل أيام من النهائي، فأرهقته نفسيًّا وبدنيًّا، وحرمت مدربه من الاستعداد للنهائي، فخسره أمام خصم ليس أفضل منه.
الأمر ليس قصرًا على الهلال، فعلت الأمر ذاته مع الاتحاد الذي أرهقته بالمباريات قبل كأس العالم للأندية، فبدلًا من دعمه قبل أيام من مشاركته العالمية بمنح مدربه فرصة للتخطيط للمونديال، أرهقته بسلسلة مباريات لا يفصل بينها أكثر من أربعة أيام، ومتداخلة مع مباريات دوري أبطال آسيا، ثم عادت وحرمته من خمسة لاعبين دفعة واحدة قبل مباريات السوبر ونصف نهائي كأس الملك، مهددة إياه بموسم صفري.
الأمر ذاته تكرر مع النصر قبل موسمين، وأجبرته يلعب مباراة دورية قبل ثلاثة أيام من مباراة إقصائية أمام السد القطري، فكانت النتيجة الخروج الآسيوي المر.
يتمنى الرياضيون أن تتعلم لجان المسابقات كيفية دعم ممثلي الوطن، كما فعلت مثيلاتها في الإمارات واليابان وكوريا عندما فرّغت مباريات الدوري لممثليها، الهلال كان يحتاج لكارثة جوية ليحصل على معاملة مماثلة، وللأسف جاءت متأخرة كثيرًا.
من وضع مباراة الأهلي وسط مباراتي الهلال والعين، وبفارق ثلاثة أيام فقط، لا يبدو أنه يفقه الكثير في عالم كرة القدم، ولا في أنظمة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، وبدلًا من دعم ممثل الوطن، يتم وضع عراقيل كبيرة له بمباريات حاسمة، يتكرر الأمر بشكل يثير التساؤلات.
كل فريق سيصل للأدوار الآسيوية الحاسمة سيعاني، ما لم تتغير طريقة الجدولة، ومن يضعها، ويعيدون الطابة لتصبح كرة قدم.
وكأن الأمر غريبًا وغير معتاد، مع أن الأندية السعودية باتت مؤهلة سنويًّا لبلوغ أكثر من الدور نصف النهائي، وبدلًا من أن تضع جدولة تضع في حساباتها كل هذه الاحتمالات، تجبر الأندية على الخطابات والطلبات، والتمنع قبل أن تحاول أن تجد مخرجًا من الأزمة التي أوقعت نفسها فيها.
في بداية الموسم، عانى الجمهور الرياضي من تضارب مواعيد المباريات الجماهيرية، فتسببت في خسارة الكثير من الحضور، والآن تكرر أخطاءها في الجدولة، والتي لا يبدو أن هناك حلًا لها سوى تعيين خبراء دوليين، يعرفون كيف يرسمون جدولة دوري عادلة، في نهاية المطاف هي كرة قدم، وليست علم ذرة.