حتى أنت يا هلال
وحدث ما كنا لا نريد حدوثه، فقد تفوق العين على الهلال في مجموع اللقاءين، ولم يستطع الهلال عمل الريمونتادا، والتي أرى من وجهة نظري أنها كانت ممكنة بل سهلة على فريق مدجج بنجوم عالميين وأفضل لاعبين سعوديين، لتتواصل إخفاقات الأندية السعودية بخروج النصر من العين، وبعده الهلال ومن العين أيضًا، وقبلهما الاتحاد من الأهلي المصري في كأس العالم للأندية والتي أقيمت في جدة.
وأيضًا المنتخبات السعودية، فمنتخب الناشئين لم يتأهل إلى كأس العالم وخسر أيضًا بطولة غرب آسيا أمام «المنتخب اليمني».
منتخب الشباب أيضًا لم يتأهل إلى كأس العالم، والمنتخب الأول أخفق وخرج من دور الـ 16 في كأس آسيا بقطر. لا شك أن هذا أمر محزن لنا كسعوديين ولمن يعشق كرة القدم السعودية التي صالت وجالت، ويبقى الأمل في تأهل المنتخب الأولمبي إلى أولمبياد باريس.
فالدولة ـ أعزها الله ـ لم تقصّر، بل أغدقت على الرياضة عامةً وكرة القدم خاصةً بميزانيات لم يسبق لها مثيل، وبلاشك أن الاهتمام واضح جدًا من سمو سيدي ولي العهد الذي لديه إيمان قوي بالرياضة وأهميتها كقوة ناعمة وكمجال له تأثير قوي على المزاج العام للشعب السعودي. فهذا الدعم الكبير لابد أن تتحقق معه إنجازات غير مسبوقة وليس التراجع.
فلابد إذًا من وجود خلل وبالتالي لابد من مراجعة ودراسة وتقييم، فالمجلس الحالي لاتحاد كرة القدم في السنة الخامسة له وهي مدة كافية للحكم على عملهم بمنطقية.
ما ذكرته آنفًا هو النتائج، ولكن ماذا عن المؤشرات، أي ما الذي نتلمس منه التطور المستقبلي وعلي سبيل المثال هل من خطوة لاحتراف اللاعب السعودي خارجيًا؟ أترك الاجابة لكم!.
ولا يفوتني هنا أن أذكر حالة الاحتقان الجماهيري والتي ظهرت جليًا وبصورة مفجعة بعد خسارة الهلال من العين خاصةً ممن أقاموا الاحتفالات، فهل نعتبرهم مخطئين لفرحهم بخسارة فريق سعودي أم نعتبرها ردة فعل لبعض القرارات وبعض الإعلام المغرض المؤجج المنفلت غير المحايد الذي أوصلهم لهذه الدرجة؟!
عندما نتحدث عن أي مجال فلابد أن نذكر الإعلام وخاصة في المجال الرياضي وحسب المقولة الشهيرة إن «الإعلام شريك». فهل يقوم الإعلام بدوره؟ وهل هناك علاقة صحية مثالية خلقها الاتحاد السعودي مع الإعلام السعودي؟ وهل ما يذكره كثير من الإعلاميين السعوديين بعدم التعامل الجيد معهم من قِبل اتحاد الكرة صحيح؟ وهل هناك «إعلاميون» يسيئون بتصرفاتهم وعدم مهنيتهم للرياضة السعودية وللإعلام السعودي ولا يتم محاسبتهم أو حتى إبعادهم؟
كلها تساؤلات لو تم الإحابة عليها ومعالجتها سوف تكون أحد أهم السبل للتطوير، فالتشخيص الصحيح، والاعتراف بالأخطاء، هما أولى الخطوات في طريق النجاح.