وثائقيات
بالفعل أصبحت صناعة الأفلام الوثائقية مصدرًا مهمًا لاستعراض تاريخ كرة القدم في أي دولة، من خلال تسليط الضوء عن أبرز أنديتها ونجومها في السنوات الأخيرة، التي تجتذب قطاعًا عريضًا من جماهيرها، وهذا ما جعل منصات العرض وشركات الإنتاج العالمية في صراع شرس للفوز بحقوق عمل هذه الأفلام للأندية واللاعبين، بعدما أقبل عليها المشاهدون، فأكثر من مليار مشاهد يجلسون أمام التلفاز ليشاهدون مباراة، وهذا ما نستهدفه.
الأمر أصبح ضرورة جدًا أن يقوم الدوري السعودي لكرة القدم بتوثيق هذا، خاصة وأننا نملك أفضل النجوم، مثل كريستيانو رونالدو، ونيمار، وبنزيما، وغيرهم من الأسماء اللامعة في عالم الساحرة المستديرة، وقد أسعدني خبر أن هناك محادثات لإنتاج سلسلة وثائقية، يأمل في بيعها لشركات البث المباشر، مثل «نتفليكس» لإبراز تأثير هؤلاء النجوم التسويقي والاستثماري للسعودية، والدوري السعودي للمحترفين.
الموضوع بلغة الاستثمار سيحقق مكاسب ضخمة للغاية، بعد أن أصبحت الأفلام الوثائقية وسيلة مهمة للرياضة للتواصل مع عالم جديد وأسواق جديدة، وهذا ما حدث بعد أن أثبتت نجاحات، مثل سلسلة «نتفليكس»، «فورمولا 1: درايف تو سرفايف» Drive to Survive، وأفلام «أمازون برايم» الوثائقية لكرة القدم «أول أور ناثنج» All Or Nothing، أنها ذات قيمة لكل من شركات البث المباشر والامتيازات الرياضية، ولعل أيضًا ما أكدته صحيفة ديلي ميل البريطانية أن «نتفليكس» أيضًا قد تواصلت مع أفضل مهاجمي الدوري الإنجليزي إيريلنج هالاند ومحمد صلاح وأولي وإتنكيز، من أجل إنتاج سلسلة أفلام وثائقية سريعة عن فن إحراز الأهداف وأدوارهم المهمة مع فرقهم في تحقيق البطولات بالدوري الإنجليزي.
الموضوع يحتاج لتنفيذ فوري إذا أردنا أن نلحق بركاب الإبداع العالمي أو نتفوق عليهم، خاصة وأن الدوري السعودي مازال يواجه تحديات في جذب الجمهور، بعد أن بلغ متوسط الحضور للمباريات في موسم 2023ـ2024 حتى الآن ما يزيد قليلًا عن 8200 شخص، بانخفاض حوالي 12% عن الموسم السابق، وفقًا لبيانات «إي إس بي إن» ESPN، وهذا ما يجعلنا نحول تفكيرنا إلى خارج الصندوق قليلًا، لنستهدف خيارات جديدة لمتابعة رياضتنا أمام شاشات التلفاز، وخيارات البث الأخرى.