إلى زملائي: تعظيم سلام
عند الموعد المحدد، والأهم، امتلأت القاعة بهم، حضروا مبكرين، تملؤهم الحماسة، متسلحين بالثقة، متكئين على استقلالهم المهني، متقلدين أوسمة الانتماء لوسائل الإعلام التي يمثلونها، وفخورين بذلك.
لم يكن مسؤولو وممثلو «رابطة المحترفين ولجنة استقطاب اللاعبين المحترفين، اتحاد الكرة، اللجنة الأولمبية» الذين ظهروا في مؤتمر الرياضة يتوقعون أو مستعدين للدفاع عن نتائج عملهم أمام الذخيرة «المضيئة» من سيل الأسئلة المنهالة عليهم من شباب وشابات الإعلام الحديث.
وقف المشاكس «نايف الثقيل» يُلقي سؤاله «الملغوم» تحت أقدام إجابات سعد اللذيذ المنتظرة ـ أهم شخصية في المؤتمر ـ يترقبها الإعلام والجمهور. ثم مضى ثابتًا بسؤاله المباغت، وارتباك المجيب، وما كاد يتخطى المسؤول الموقف حتى وقفت الإعلامية الشابة «أمل السعيد» كساق جذع الأبنوس الصلب خلف المايك. تلقي بشفافية سؤالها المباشر: هل الدعم متساو بين الأندية؟ فوقع اللذيذ في إجابة باهتة لا تستند إلى أرقام.
فجأة تقدم الشاب «سلطان العتيبي» ليعيد كرة زملاء مهنته بسؤال لا يحمل شقين في الرد عليه، لكن حمل ممثل اللجنة نفسه بالمرور من زاوياه الحادة بأنفاس متقطعة.
أصف المشهد «الموثق» وأصوره حرفًا، ليبقى في الذاكرة نموذجًا، أسجل إعجابي وفخري بما شاهدته وسمعته من ممثلي الإعلام من الشباب والشابات، وأضم صوتي لصوت زميلي المخضرم سعيد الهلال وهو يؤطّر تلك المواقف المهيبة في تغريدة بهية الحرف قائلًا: «الإعلام مرآة الأخطاء.. لذا اتركوه ينتقد بحرية وبدون خوف.. من أجل أن يضعكم في سكة العمل الصحيح والجاد.. خلاف ذلك ستكون الخسارة مؤلمة ونهاية القصة موجعة».
وأضيف عليه ما قلته وأقوله دومًا: تباين قرارات المسؤول الرياضي ـ أيًا كان موقعه ـ في المواقف المتشابهة وعدم الشفافية أحد أهم مصادر تأجيج التعصب الرياضي، والإعلام، والإعلاميون لن يحملوا وزر غيرهم في المسؤولية.