مالكوم.. اكتشفه نصراوي.. هدم القلعة.. فحمله جيسوس على ظهره
على غرار الكثير من نجوم البرازيل، يبرهن مالكوم دي أوليفيرا، جناح فريق الهلال الأول لكرة القدم، على أن العبقرية تولد من رحم المعاناة، كيف لا وهو المولود قبل 27 عامًا في فافيلا فورموزا، إحدى أفقر مناطق ساوباولو.
بدأ مالكوم حياته الكروية بالعاشرة من عمره مع فريق كرة قدم صالات، اسمه إسبيريا، ولعِب معه، قبل أن يقرّر خوض اختبارات الالتحاق بكورينثيانز، التي شكّل نجاحُه فيها نقطة انطلاقٍ لمسيرةٍ كرويةٍ قادته إلى قلب القارة الأوروبية، في فرنسا وإسبانيا، ثم إلى روسيا، ومنها إلى «الأزرق» السعودي.
وعندما عاد البرازيلي مانو مينيزيس، مدرب النصر السابق، بداية 2014، إلى قيادة كورينثيانز، استدعى مالكوم من فريق درجة الشباب، وأشركه مع الفريق للمرة الأولى، في 19 مارس من ذلك العام، لحساب الدور الأول من كأس البرازيل.
بعد ذلك بنحو شهرٍ وأسبوع، منح مينيزيس لاعبَه الناشئ أول ظهورٍ في الدوري الممتاز. وفي المباراتين، استعان بمالكوم، ابن الـ 17 عامًا آنذاك، بديلًا.
وفي مباراة الدوري، نزل إلى الملعب بدلًا من مواطنه رومارينيو، مهاجم فريق الاتحاد السعودي، منذ صيف 2018.
وسجل مالكوم هدفًا سيبقى في ذاكرة الهلاليين، وأيضًا الأهلاويين في الكلاسيكو المثير، الإثنين الماضي، ضمن مباراة مؤجلة من الجولة 28 من دوري روشن السعودي، الذي انتهي للقطب العاصمي بهدفين مقابل هدف.
وفاجأ مالكوم الجميع بانطلاقة صاروخية مباشرة من منتصف الملعب إلى مرمى السنغالي إدوارد ميندي، حاملًا الهلال نحو التتويج بلقب الدوري، قبل أن يرد له التحية العجوز البرتغالي جورجي جيسوس، ويحمله على ظهره بعد نهاية مواجهة الجوهرة.
واحتفل الجناح البرازيلي أمام الجمهور الأزرق بطريقة مجنونة، وحماس كبير، كاد أن يفجر أوردة يده، وهو يعبره عن سروره بإتمامه مهمة الانتصار على أكمل وجه، بعد أن صنع الهدف الأول للدبابة للصربي ألكساندر ميتروفيتش، وهد حصون القلعة الخضراء بضربته القاتلة.
مالكوم المتيم بطفله وبزوجته ليتيسيا بيريرا، التي رفض أن يهدي قميصه أمام الاتحاد لغيرها، بات على بعد هدف واحد فقط من أجل معادلة رقمه القياسي على مستوى تسجيل الأهداف في الموسم الواحد، البالغ 26 هدفًا، فيما سيحتاج إلى هدفين فقط لتحقيق أفضل أرقامه الفردية على الإطلاق طوال مسيرته الكروية.
سجّل مالكوم 14 هدفًا لحساب دوري روشن السعودي، وثلاثة في السوبر، وأربعة في دوري أبطال آسيا، وهدفًا ضمن كأس خادم الحرمين الشريفين، فيما بدأ موسمه بإحراز هدفين في كأس الملك سلمان للأندية العربية، كما سجل هدفًا في شباك إنتر ميامي الأمريكي خلال منافسات كأس موسم الرياض 2024، ليصل إلى 25 هدفًا بقميص الهلال في موسم 2023ـ2024 حتى الآن، كما صنع 14 هدفًا بالفترة ذاتها.
ولم تجد صفقة انتقال مالكوم إلى الهلال رضًا تمامًا من أنصار الأزرق على منصات التواصل عند الإعلان عنها في الصيف الساخن الماضي، قادمًا من الثلوج في زينيت الروسي، الذي لعب معه، 2022ـ2023، موسمًا لا ينسى، وحقق كل شيء، مسجلًا 26 هدفًا في 33 مباراة بجميع المسابقات، ليقدم نفسه أفضل لاعبيه ويقوده للتتويج بلقب الدوري، ويفوز بجائزة الهداف بـ 23 هدفًا، وينال أيضًا جائزة أفضل مهاجم في البطولة، وأفضل لاعب في صفوف زينيت، ولاعب العام في روسيا، لينتقل بعدها إلى الهلال مقابل نحو 60 مليون يورو، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي.
ولم يقدم مالكوم موسمًا أفضل من 2022ـ2023 طوال تاريخه، إذ سجل أربعة أهداف في عامه الأول مع زينيت، موسم 2019ـ2020، وبعدها ثلاثة أهداف موسم 2020ـ2021، وتسعة في 2022ـ2023، قبل انفجاره التهديفي، وتسجيله 26 هدفًا، الموسم الماضي.
وقبل انتقاله إلى زينيت، ارتدى النجم البرازيلي قميص نادي برشلونة عام 2018، ليسجل أربعة أهداف فقط في 24 مباراة، إلا أنه تألق بشكل لافت على الملاعب الفرنسية مع فريق بوردو، بين عامي 2015 و2018.
وسجل مالكوم مع بوردو هدفين في موسمه الأول، ثم تسعة في الثاني، قبل أن يقدم أفضل عروضه، ويسجل 12 هدفًا في 38 مباراة خلال موسم 2017ـ2018.
ونجح اللاعب اللاتيني في تسجيل 25 هدفًا، وصناعة 14 في 50 مباراة مع الهلال، مستفيدًا من منافسة فريقه على مختلف البطولات، الموسم الجاري، بدءًا بكأس الملك سلمان للأندية العربية، مرورًا بالدوري، والكأس، وكأس السوبر، ودوري أبطال آسيا، وحتى بطولة كأس موسم الرياض.
ويتبقى للهلال أربع مباريات في دوري روشن الموسم الجاري، إضافة إلى مباراة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام النصر، ما يجعل الفرصة سانحة أمام مالكوم لتسجيل هدفين أو أكثر في خمس مباريات، وبلوغ أفضل أرقامه التهديفية.
وسجل مالكوم 104 أهداف، كما صنع 61 في 347 مباراة بمختلف البطولات، طوال فترة مشاركاته مع كورنثيانز البرازيلي، وبوردو الفرنسي، وبرشلونة الإسباني، وزينيت الروسي، والهلال السعودي.