في الرياضة الفرح لا يأتي وحيدا
يقول الفيلسوف الإنجليزي «فرانسيس بيكون: نحن لا نتحكم بالطبيعة إلا بإطاعتها»، وهذا كلام صحيح لحد ما، لأن الاحتباس الحراري سببه تغيير البشر لطبيعة الأرض، ولكن ثمة أشياء لا نستطيع تغيير طبيعتها وعلينا إطاعتها، أو هي سترغمنا على فعل طبيعتها إن دخلنا مجالها.
كطبيعة المنافسة على أي شيء، فطبيعتها أن يحدث صراع بين أطراف لكسب صفقة تجارية، أو تحقيق فوز ولو «بصكه بلوت»، أو الفوز ببطولة، أو تنظيمها.
وهذه المنافسة من طبيعتها أن تقدم لمن يدخلها الفرح والحزن في آن واحد، وعليهم أن يخضعوا لطبيعتها، وإن كان أخوان يلعبان «بلايستيشن»، سيفرح من يفوز، ويحزن من يهزم، وإن كان هناك من يتابعهما، ستحدث مناكفة/ طقطقة على المهزوم، وقس على ذلك بين عشاق الرياضة.
وأظن الغالبية إن لم أقل الكل ـ قبل الإنترنت ومواقع التواصل ـ كانوا إن اجتمعوا في استراحة للعب البلوت، أو لمشاهدة مباراة «يناكفون/ يطقطقون» على بعضهم، ويتهكم المنتصر من صديقه المهزوم، وأحيانًا يقول له «العشاء عليك»، فيرد عليه ساخرًا «موت وخراب ديار».
هذا على مستوى الأفراد على مستوى الرياضة، إن لعب منتخبان على كأس العالم، لن تنتهي المباراة إلا بفرح لاعبي منتخب وجماهيره، وحزن وبكاء المنتخب الآخر وجماهيره.
أذكر بعد خروج فريق الهلال من بطولة «دوري أبطال آسيا» على يد فريق العين طرح الإعلامي «وليد الفراج» سؤالًا ساذجًا وكان مندهشًا قائلًا: «لماذا توجد فرحة كبيرة بخروج الهلال»؟
وهي نفس فرحته الكبيرة لخروج فريق النصر حين استخدم «مكبر الصوت» ببرنامجه ليصرخ/ يطقطق «الآسيوية صعبة قوية».
وهو نفس ما فعله الإعلامي «فيصل الجفن» حين قال بعد خروج الهلال فيما معناه «الفرح على خسارة الهلال تغضب ربك»، مع أنه كتب على صفحته سابقًا «أما الطقطقة فهي من أبسط حقوق الجماهير».
خلاصة القول:
إن الرياضة لا تجلب لك الفرح فقط، بل والحزن وعليك أن تخضع لطبيعتها، أو ارحل عنها مع أني لا أضمن لك ألا تحزن.