سعود عبد الحميد بره ولا جُوَّه؟
لا حديث يعلو على ركلة الجزاء التي احتسبها الإسباني مارتينيز والتي تعادل بها الهلال مع النصر.
كثيرون أجزموا بصحتها، وكثيرون أيضًا أكدوا عدم صحتها، وقلة قليلة ذكروا أن اللقطة غير واضحة.
كنت أحد هؤلاء القلة، بل أعتقد أنني من أوائل من ذكروا ذلك وكان ذلك بعد المباراة مباشرةً في برنامج «كورة» الشهير. الجماهير عادةً تأخذهم العاطفة في الحكم على الأحداث ومنها هذه اللقطة، علاوة على أنهم غير متخصصين لهذا لا نلومهم، وكل اللوم يقع على المتخصصين، وأعني هنا خبراء التحكيم الذين جزموا بصحة ضربة الجزاء أو جزموا بعدم صحتها.
هل يُعقل مع الدعم المادي الكبير لدورينا لتطوير كل عناصر اللعبة ومنها النقل التلفزيوني وعدد الكاميرات وتوزيعها ولا يتم إظهار لقطة كهذه كما يجب؟!
فزاوية التصوير لم توضح أن الضرب حدث داخل منطقة الجزاء أو خارجها، حتى من ذكر أن الضرب كان في الخارج وتواصل للداخل فهذا في القانون غير صحيح، فالضرب لا استمرارية له، ولكن المسك أو الشد هما ما يمكن استمراريتهما. ولهذا فمع احترامي لمن أكد صحتها من عدمه لم يكن صائبًا، وأتحدى من يستطيع إعطاء الدليل على صحتها من عدمه إلا بالتوقع بما فيهم الحكم الذي لا أعلم كيف حكم على اللقطة خاصةً وأن زاوية الكاميرا التي شاهدها وشاهدناها جميعًا لم تكن واضحة، فلو اتخذ الحكم قراره باحتساب خطأ خارج المنطقة وكارت أصفر لماني لرضي الأغلبية من أنصار الناديين، ويبقى المهم دومًا هو تحقيق العدالة بغض النظر عن اسم النادي.
يقودنا ذلك للحديث عن لجنة الحكام برئاسة مانويل نافارو الذي تولى المنصب منتصف 2020 ودائرة الحكام برئاسة فرهاد عبدالله والذي تم تعيينه في الشهر السابع من عام 2021 وماذا قدما للتحكيم السعودي؟
لو تمعّنا في تاريخ تعيينهما لوجدنا أنهما أخذا وقتًا كافيًا للعمل وكافيًا أيضًا للحكم عليهما الحكم العادل. حقيقةً لا نلمس أي تطور في الحكم السعودي فما زال الحكام المتواضعون مستمرين، ولم نشاهد حكامًا جددًا متميزين، بل إن هناك من الحكام المعروفين والذين بدؤوا بدايةً مبشرةً انخفض أداؤهم وعلى سبيل المثال ماجد الشمراني. حتى اختيار الحكام الأجانب لم يكن جيدًا. فماذا قدم نافارو و فرهاد؟. ولماذا هما مستمران؟. والأكثر غرابة ما سمعته عن نية اتحاد الكرة التجديد لعقد نافارو متمنيًا أن يكون ما سمعته غير صحيح!!! وإن كان صحيحًا فعلى أي أساس سيتم التجديد؟!!