2024-07-21 | 15:03 رياضات أخرى

ريدجريف يقهر السكري.. ويخلد اسمه في البحر

البريطاني ستيفن ريدجريف، بطل التجديف، خلال دورة ألعاب سيدني (الفرنسية)
نيقوسيا ـ الفرنسية
مشاركة الخبر      

يختصر البريطاني ستيفن ريدجريف «التجديف» بأنها لعبة الجهد والكد والعرق، لكنها منحته خمسة ألقاب متتالية في خمس مشاركات أولمبية، آخرها في دورة سيدني عام 2000، وكان في الـ 38 من عمره، فحطم الرقم القياسي بعدد الألقاب المتتالية، الذي كان يحمله الأمريكي آل أورتر، بطل رمي القرص في أربع دورات، «من 1956 إلى 1968».
استحق أن تكرمه الملكة إليزابيت الثانية بمنحه لقب «سير» عام 2001.
ريدجريف، الذي اتقن لعبة عسيرة بريطانية الجذور والمنشأ، وجد فيها ضالته وملاذه وخلاصه من الانطوائية، وتعويضًا عن تأخره المدرسي. وكما أدار ظهره لمقاعد الدراسة تآلف مع إدارة ظهره لخط النهاية في السباقات، لكنه كان يجتازها فائزًا. والمتعارف عليه أن ظهور المجدفين في النهر أو البحر تكون لجهة خط النهاية خلال التنافس.
اعتاد ريدجريف المولود في مارلو، 23 مارس 1962، الإيقاع المتكرر، «ماكينة» تعيد الحركة أحيانًا أكثر من 200 مرّة، أربع ساعات تدريب يوميًا، وستة أيام أسبوعيًا، و10 أشهر سنويًا، تحت الشمس أو المطر، وحتى في الليل، للاعتياد على فارق التوقيت في منافسات خارجية. والنتيجة «كتل عضلات» صقلت بنية صلبة تطورت من 1.90 م و90 كلج، حين كان في الـ 18 إلى 1.93 م و103 كلج، وبلغت سعة صدره سبعة ليترات هواء، علمًا أنه لم يعرف الشهرة إلا حين زاول رياضته ضمن فريق.
قطف ريدجريف ذهبيته الخامسة في «سيدني 2000»، وكانت ضمن فئة الرباعي، أو «رباعي ريدجريف»، كما تناقلت وسائل الإعلام خبر فوزه، وتتويج هيمنته 16 عامًا على القمة، بفضل صبره اللا متناهي وعزيمته المتقدة.
ريدجريف المجدف الأكثر تتويجًا في التاريخ الأولمبي، وحامل تسعة ألقاب في بطولات العالم «خمسة في الثنائي وأربعة في الرباعي»، قرّر الاعتزال بعد الفوز في أتلانتا، لكنه لم يستطع الابتعاد عن «محبوبته» أكثر من تسعة أشهر، فعاد سريعًا «لأن أستراليا بلد جميل، وستكون بالتأكيد ألعاب جميلة».
فقد أراد ريدجريف استثمار شهرته وإنجازاته، ليؤمن مستقبلًا هانئًا، بعد اعتزاله، لزوجته آن، طبيبة الفريق البريطاني في دورة لوس أنجليس «تزوّجا عام 1988»، وابنتيه ناتالي وصوفي، فباشر التحضير مجددًا تحت إشراف المدرب جروبلر، علمًا أنه أصيب بداء السكري عام 1997، وأصبح يتلقى يوميًا وخزات أنسولين، وكان زملاؤه تيم فوستر وجيمس كراكويل واد كوود يمازحونه ويراهنون في ما بينهم على تقدير نسبة السكر في دمه.
وقبيل دورة سيدني أبعدت إصابة مفاجئة ريدجريف مدّة أسبوعين، كما أغمي عليه أثناء التدريب على جهاز الأيرجومتر «جهاز للتجديف الافتراضي يساعد في ضبط إيقاع الضربات»، لكنه كان على الموعد، فحقق فوزًا أولمبيًا جميلًا وقلّدته الأميرة آن ذهبيته الخامسة.