ما كل عنترة بعنترة
المشهد الاتحادي يبدو غريبًا ومضحكًا مقلقًا للبعض ومسليًا للبعض الآخر، ففي الوقت الذي استبشرت فيه الجماهير الاتحادية خيرًا بعودة عاشق من عشاق العميد إلى كرسي الرئاسة، وفي الوقت الذي كان فيه المهندس لؤي ناظر قد أعد العدة لموسم يعوض الاتحاديين عن إخفاقات الموسم الماضي، تبدل الرئيس وحل مكانه المرؤوس، فرحل لؤي وحضر لؤي، وما كل لؤي بلؤي.
كثرت الأقاويل وتعددت الإشاعات وانتشرت الأخبار هنا وهناك حول سبب رحيل ناظر، فمنهم من تحدث عن غياب الصلاحيات، ومنهم من تحدث عن ارتفاع صوت اللاعب ونفاذ قراراته مما أحرج الرئيس وأجبره على الرحيل، وآخرون التزموا الصمت على طريقة المثل الذي يقول إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، وأيًا كانت الأسباب ومهما كانت الحيثيات وراء هذا المشهد إلا أنها بداية لا تبشر بالخير على الإطلاق لبطل يبحث عن العودة إلى منصات التتويج.
بغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع تعاقد الاتحاد مع المدرب الفرنسي لوران بلان، إلا أنني كنت من أولئك الذين يطالبون بمنح جاياردو فرصة أخرى مع توفير كامل الأدوات التي يحتاجها، خاصة وأنه مر في الموسم الماضي بظروف عاصفة لو واجهها أي مدرب آخر لذهبت به أدراج الرياح، لذلك أرى أن التعاقد مع الفرنسي بلان كان قرارًا متسرعًا إلى حدٍ ما، خاصة وأننا نتحدث عن مدرب لا يملك ذلك الكم من الإنجازات في الفترة الأخيرة، مما يجعل جماهير العميد تردد نفس السؤال الذي طرحته في الموسم الماضي الاتحاد إلى أين؟
لو كنت مسؤولًا عن التعاقدات في الاتحاد لاستبدلت المحترفين الأجانب بالكامل، باستثناء كانتي الذي أثبت أنه الوحيد الذي يستحق الاستمرار، ولكن المشكلة في العميد أعمق من لاعب أو مدرب أو مسؤول، لأنها تتمثل في الجذور، وأعني بذلك جذور الاتحاد التي اجتثت من أرضه ولم يعد لها قرار والمشكلة ليست في رحيل هذا أو حضور ذاك، فما كل لؤي بلؤي وما كل عنترة بعنترة.