2024-07-29 | 00:47 حوارات

الربعان: ملاعبنا تتقلص.. وتركيزنا على الصغار

حوار: أمل إسماعيل
مشاركة الخبر      

بدأت رحلته في عالم الرياضة بسن الـ 11 عامًا مع براعم السلة، ثم كرة التنس والطاولة في نادي الخليج، حتى تم استقطابه مدربًا لألعاب القوى في لعبة الوثب العالي، شارك مع المنتخب السعودي في سن 16 عامًا، ولعب في البطولة العربية الثانية لألعاب القوى في بغداد، وفي 1981 شارك في البطولة العربية الثالثة لألعاب القوى وحقَّق الميدالية الذهبية للوثب العالي.
ضيف «الرياضية» في هذا الحوار الدكتور حبيب الربعان، رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى، يروي ما شاهده في حفل افتتاح أولمبياد باريس، ومطالبته الأندية بإدخال علم النفس والاجتماع لإعداد الفرق والأفراد، ويؤكد أنهم يستهدفون الفئات السنية، والتركيز على الأعمار الصغيرة استعدادًا لأسياد 2032.

01
كيف شاهدت افتتاح أولمبياد باريس 2024 وأنت في موقع الحدث؟
حقيقة الافتتاح لا يليق بالحدث إطلاقًا، كفكرة جميلة لكن التنفيذ فشل، نتيجة الأمطار والفقرات الطويلة، وكان الافتتاح غير مقبول أبدًا لصغار السن، والمكان مفتوح على النهر لم يجعلنا نشاهد شيئًا، وربما النقل التلفزيوني أفضل من الحضور في المدرجات.
02
خلال رحلتك في مجال التعليم والرياضة، ما الذي كسبته وخسرته؟
ربحت ولم أخسر، كل فترات التعليم هي إضافات كبيرة جدًّا، تعلمت الكثير وتحديدًا الجانب العلمي بالرياضة وإدارة القطاعات الرياضية، ربما الجانب السلبي يتمثل في إصابة أو خسارة بطولة، لكن تعلمت الاستفادة من أخطائي وجعلتني اليوم على رأس هرم الاتحاد السعودي لألعاب القوى.
03
هل الدراسة ساعدتك في تخصص علم النفس في التعامل مع الرياضيين؟
نعم، لقد ساعدتني في التعامل مع الإداريين واللاعبين والجماهير والأجهزة الفنية، كل من له علاقة بالرياضة داخلها وخارجها، علم النفس الاجتماعي اخترته لإحساسي بمدى أهميته في إعداد الرياضيين، ومدى تأثير الكلمة من مدرب أو إداري أو جماهير، كلمة واحدة ربما تنجح الرياضي أو تفشله، الإعداد الذهني مهم جدًّا للرياضي، وهذا ما نعمل عليه اليوم، لكن ما زلنا نحتاج إلى الكثير في هذا المجال، حاليًّا نحن في فترة الأولمبياد، ظاهريًّا اللاعبون قريبون ومتساوون فنيًّا، لكن من يملك قوة ذهنية واستعد بشكل نفسي كبير مناسب للمنافسة هو الرابح في الأخير.
04
هل تحتاج الأندية والاتحادات إلى طبيب أو اختصاصي في علم النفس؟
أتمنى من الاتحادات الرياضية والأندية الاستفادة من علم النفس وعلم الاجتماع، لإعداد الفرق والأفراد.
05
ما بين ممارسة الرياضة ورئاستها، ما الاختلاف في ذلك وأيهما الأصعب؟
كلاهما له صعوبته، والاختلاف بالأدوار، لكن لكل شيء أهميته ومسؤولياته، التنظيم وكتابة تحقيق الأهداف مهمان جدًّا، اليوم الرياضة السعودية تمر بعمل جبار باهتمام ودعم من القيادة الرشيدة، هناك حوكمة واستراتيجيات للإدارات مختلفة عن الأعوام السابقة، نعمل نحن كاتحاد على برامج لها أهداف مستقبلية، قريبة وبعيدة المدى، نخطط حتى 2034 للأسياد التي ستنظم في السعودية، ليس من الضروري أن تطبق كلها، ربما تأتي إدارة جديدة وتكمل دون البدء من الصفر، فالأساس موجود والقادمون يبنون ويعدّلون على هذا الأساس.
06
ماذا تحتاج الإدارة، الدراسة أم ممارسة اللعبة؟
الإدارة تحتاج إلى الاثنين الدراسة وممارسة اللعبة، كلاهما مهمان، حيث الاستفادة في تراكم الخبرات كرياضي ممارس للعبة ثم إداري لها، الاثنان مهمان ويقلل من المجهود للوصول إلى الأهداف.
07
هل هناك مشروع لاستقطاب نجوم ولاعبين أولمبيين للعمل على تطوير ألعاب القوى؟
نعم، ألعاب القوى تتطور ونحن نستفيد من السعوديين وغيرهم من الأبطال، من الجانب التدريبي هناك تعاون بين اللجنة الأولمبية والاتحاد لاستقطاب مدربين أكفاء، استقطبنا قبل أسابيع الكيني الأمريكي برنارد لاقات بطل العالم في سباقات العدو المتوسط والطويل مدربًا، ومن المؤكد أننا نحتاج إلى تعاون بين الاتحاد والإدارات باللجنة الأولمبية ووزارة الرياضة.
08
ما أهمية إطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية في السعودية؟
مشروعات الاستثمار وتخصيص الأندية مهمة جدًّا، بشرط أن يكون الاستثمار بجميع الرياضات وليس في الرياضات التي تجلب المال، فأنا لدي تخوف لأن ألعاب القوى في طور التطور، ولا يمكن مجاراة كرة القدم، لأن رجال الأعمال والشركات لا تستثمر بألعاب القوى والرياضات المختلفة، لهذا الاستثمار الذي يعتمد على الربحية سيؤثر سلبًا على رياضة ألعاب القوى، لأن لاعب واحد في ألعاب القوى ربما يفوق جميع الألعاب الجماعية الأخرى.
09
الجمعيات العمومية والانتخابات في الأندية، ما نظرتك لها؟
مهم جدًّا أن يكون هناك حراك رياضي انتخابي، لكن نحتاج إلى شروط، وأن يكون المتقدم للمناصب ليس فقط للرئاسة، بل يكون رياضيًّا متخصصًا باللعبة وممارسًا لها، وذا خبرة بالجوانب المالية والإدارية والفنية، من أجل إكمال بعضهم بعضًا ووجود المرأة مهم جدًّا بالإدارات واختيارهن بعناية وصبر في تنفيذ البرامج لتقدم وتطور الرياضة.
10
ماذا تحتاج ألعاب القوى لتحقيق إنجازات عالمية؟
مثلها مثل الرياضات الأخرى نحتاج إلى الكثير من الدعم المادي، اليوم لدينا دعم كبير من حكومتنا الرشيدة ووزارة الرياضة، لكن لدينا مشكلات في البنية التحتية، وكل عام يتقلص عدد المضامير وأماكن المسابقات، المنافس لألعاب القوة، هي اللعبة الشعبية الأولى كرة القدم، لذا نعاني من أماكن للتدريب أو تنظيم البطولات، والسعودية كما يعلم الجميع تعد قارة، نحن لدينا أماكن كبيرة بمختلف المناطق في السعودية شمال وجنوب وشرق وغرب، والخطة الإعدادية لاتحاد اللعبة تتأثر نتيجة عدم وجود ملاعب للتدريب، لدينا ملعبان فقط، أحدهما ملعب الرياض الذي استهلك، وللأسف النادي الموسم الماضي ألغى ألعاب القوى.
11
ما الحل في رأيك؟
المراكز الأولمبية التي نستأجرها في تركيا والمغرب وغيرهما نستطيع أن نبني مثلها في عسير أو الطائف أو الباحة.
12
كيف ترى مستقبل المرأة في لعبة ألعاب القوى؟
نحن بدأنا بشكل قوي لسد الفراغ وجذبهن لممارسة اللعبة، أيضًا للحضور في المدرجات كمشجعات، لدينا دعم كبير من وزارة الرياضة صناعة بطل أولمبي رجل أسهل من امرأة، نتيجة تأخر دخول المرأة للمجال وهي بحاجة إلى الوقت لنشر ثقافة الرياضة.
13
ما أهدافكم المستقبلية؟
تركيزنا الأكبر على الفئات السنية، وعلى الأعمار من تحت 15 عامًا استعدادًا لأسياد 2032 و34 للذكور والإناث، لدينا ألعاب موسمية لدينا خمس فئات برامج تحت 15 عامًا أشبال والناشئون والشباب تحت 18 و20 عامًا وفوق 20 عامًا لجميع الفئات، هذه البرامج متكاملة وفيها تركيز على الجانب الدراسي والمعرفي والتوعية والجانب الأخلاقي والتدريب المستمر وتثقيف أولياء الأمور.
14
هل تطمح أن تتولى منصبًا دوليًّا بحكم أنك رئيس الاتحادين السعودي والعربي؟
السعودية لها ثقل سياسي واجتماعي ورياضي والحضور بالاتحادات الإقليمية والدولية مهم جدًّا، لكن ليس للمنصب فقط، المهم أن تكون قائدًا مناسبًا للمنصب ويخدم رياضة السعودية، وأكيد طموحي أن أتولى أعلى هرم رياضي، من أجل خدمة اللعبة وتمثيل وطني دوليًّا.
15
ما الدولة المتقدمة في ألعاب القوى عالميًّا وعربيًّا في رأيك؟
الجيد في ألعاب القوى تنوعها مسابقات مختلفة، هناك بعض الدول تتميز بالسرعات والمسافات الطويلة مثل إفريقيا، وأمريكا متميزة في مسابقات الوثب والقصيرة والمتوسطة والمركبة، وأيضًا الصين في بعض الرياضات، عربيًّا الوثب العالي قطر، والجزائر في 800 متر، والمغرب ومصر في الرمي، والمشي الصين واليابان.
16
هل المال أساس الإنجاز الأولمبي؟
مهم جدًّا، لكن الموهبة والإعداد من الصغر والاستمرارية باحترافية للاهتمام باللاعبين مؤثرة جدًّا، هناك الكثير من اللاعبين الموهوبين يتقلصون لأسباب كثيرة ونخسر موهبة مهمة قد تعمل إنجازًا أولمبيًّا.
17
نصيحة تقدمها لكل رياضي ورياضية؟
أنتم الآن في فترة ذهبية، حراك رياضي كبير جدًّا كنّا نتمناه في الماضي عندما كنّا رياضيين نمارس اللعبة، دعم كبير من جميع الجهات يفوق أي دعم، أصبح الاهتمام أكبر بالرياضي ماديًّا ونفسيًّا ودراسيًّا للدعم في الدراسة والرياضة.