الأهلي و«بائعة الخبز»
غدًا يلتقي في العاصمة الرياض فريقا النصر والأهلي، أصل الكلاسيكو السعودي، في الجولة الثالثة من عمر الدوري.
ويعاني الفريق الجداوي من مشكلات كبيرة تأتيه من كل حدب وصوب، ولا تجد من يقف عليها أو يحاول مواجهتها وحتى الحديث عنها بوضوح وشفافية عصرية.
وهذا ما لم أشاهده طوال نصف قرن، اللهم إلا بعض الإخوة الإعلاميين ومرتادي منصة «إكس» وجماهيره الوفية والتي تجتهد في اقتباس الأخبار والمرافعه عنه، ولا أعلم ماذا قال رئيس النادي الأخ خالد العيسى الحاضر باسمه وجسده والغائب بعمله، والكل ينتظر حديثه في برنامج «كورة» والذي يبث مساء الليلة مع الأخ تركي العجمة، وإن كنت أخشى أن يكون كسابقه رئيس للاطلاع فقط، ووفق النظام الجديد للأندية الأربعة باستثناء الهلال وقليل من الاتحاد والأهلي الذي لم يخلص من التعاقد مع لاعب بديل للجناح المراوغ والمغادر ماكسيمان إلا بشق الأنفس وطلوع الروح وعشرات الهشتاقات وفي آخر يوم لتسجيل اللاعبين في الدوري الإنجليزي بنهاية شهر أغسطس جاءهم الفرج بمهاجم نادي برينتفورد توني إيفان
وما لبث وأن شم العافية إلا وظهرت مشكلة إبعاد الأهلي من ملعب مباراته أمام برسيبوليس الإيراني، والتي يفترض أن تلعب في ملعب الملك عبد الله، لنرى تناقضًا غريبًا في بيان رابطة المحترفين والذي تدعي فيه بخدمة الأندية وتسمح بقيام مباراة الاتحاد والوحدة في 15 سبتمبر وتعلم بأن الأهلي سيلعب آسيويًا يوم 16 سبتمبر بعد صدر الجدول الآسيوي أولًا، علمًا بأن العرف السائد أن يفرغ الملعب قبلها بـ 48 ساعة ليفاجئ النادي المبعد جماهيره باحتجاج على الإبعاد ببيان من المركز الإعلامي وخطاب آخر يطالب فيه باللعب في ملعب آخر وهو ملعب الأمير عبد الله الفيصل وكأن ثمة إدارتين داخل أروقة شارع التحلية.
وبصراحة ذكرني هذا الوضع الذي يعيشه النادي الملكي بقصة الفيلم الفرنسي «بائعة الخبز» مأخوذ عن رواية شهيرة للمؤلف الفرنسي كزافييه دومونتبان. صدرت عام 1889م وطالعناها في التلفزيون السعودي في منتصف السبعينيات الميلادية كمسلسل درامي وصف حالة غياب المسؤول الكبير وضياع الأسرة ثم عودتها من جديد.