2024-12-04 | 13:48 قصص رياضية

تسيد رونالدو وميسي المشهد.. أفلست البرازيل.. وبقي سالم وحيدا

الرياض ـ مقبل الزبني
مشاركة الخبر      

كارثة كبرى، قصة جديدة لسرقة البنك المركزي.. البرازيل تعلن إفلاس منجم الذهب على لسان نجمها ومدربها كارلوس دونجا حين صعق عشاق السامبا قبل نحو عقد من الزمان برسالة واضحة وصريحة ومؤلمة في الوقت عينه قائلًا: «البرازيل كانت معتادة دائمًا أن تحظى بثلاثة أو أربعة لاعبين من فئة النجوم.. هذا الأمر انتهى.. لدينا فراغ في الجيل ما بين 23 و28 عامًا».
اليوم لم يعد هناك اسم قادر على الابهار والامتاع، مثل ما عهد عن ملوك الكرة وسحرتها، على غرار بيليه، ورونالدو، ورونالدينيو، وكاكا، وغيرهم.
غياب المواهب المبدعة عن ميادين المستطيل الأخضر، تبدو أزمة عالمية، وتتجلى بوضوح على الصعيد المحلي أيضًا..
منذ أكثر من عقد، لم تعد مكائن تفريخ المواهب تسمع أصواتها في الكبار، الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، ولا حتى لدى الصغار.
جفت أرض الحواري الخصبة وتصدعت، هجرها الكشافون بعد أن أصيبت بفايروس الألعاب الإلكترونية، لم يعد هناك وجوه جديدة وفذة يمكن التعويل عليها والرهان على استمرارية توهجها، فآخر الأسماء الفاخرة مضى على ظهورها أكثر من 15 عامًا، كما أنها مع الأسف لا يمكن عدها حتى على أصابع اليد الواحدة وأحيانًا يمكن القول إنه أصبع واحد، يشير إلى نجم واحد فقط، فمن غير سالم الدوسري مازال رهان المدرجات على صعيد النجوم المحليين.
في البرازيل الوجه الحقيقي لكرة القدم، والمعيار الأول لسلامة معشوقة الشعوب وبهائها، يبلغ عدد السكان 203 ملايين نسمة، هواتفهم المحمولة أكثر منهم، ويعاني ثلث أطفالها، الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و19 عامًا، زيادة الوزن، وفقًا لأطلس السمنة العالمي، بعد تراجع ما تسمّى بكرة الشوارع، واختفاء الصغار خلف شاشات الأجهزة الإلكترونية وألعاب الفيديو، ما يفسر السبب وراء غياب البرازيل عن نيل بطولتها المفضلة كأس العالم منذ عام 2002، أو عدم تتويج أيٌّ من نجومها بالكرة الذهبية بعد كاكا 2007، وفقًا للمؤرخة الرياضية إيرا بونفيم.
وتعكس سيطرة الأرجنتيني ليونيل ميسي «8 ألقاب»، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد النصر، القطب العاصمي الكبير «5 ألقاب»، على جوائز الكرة الذهبية لأفضل النجوم في العالم، صورة قاتمة لواقع نضوب المواهب في كل بقاع الأرض، وليس في بلاد البن وحدها.
طيلة 15 عامًا مضت، تمكن لاعبان فقط من اختراق سيطرة البرغوث والدون على الجائزة المرموقة منذ 2008، حين نالها الكرواتي لوكا مودريتش 2018، والفرنسي كريم بنزيما، قائد النمور الجداوية في 2023، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، ما فسره مراقبون بأنه عائد إلى اختفاء الأسماء الصاعدة والبارعة عن خارطة الساحرة المستديرة.
وهناك أرقام رسمية أخرى تظهر الواقع المخيف، فالبرازيل، أكبر مصدّر للاعبي كرة القدم في العالم، تجني عائدات أقل من السابق جراء تراجع قيمة مواهبها الفنية البارزة، وفقًا لإحصاءات «فيفا» التي تشير إلى أن الأندية دفعت 935.3 مليون دولار رسوم انتقال لـ2375 لاعبًا برازيليًا العام الماضي، بانخفاض نحو 20 في المئة عن 2018 حين كان عدد اللاعبين أقل «1753 لاعبًا».
ويعترف فيكتور هوجو دا سيلفا، الذي يتولى تدريب فتية أعمارهم أقل من 10 أعوام في أكاديمية فلامنجو في ساو جونسالو بضواحي ريو دي جانيرو، على ملعب من عشب صناعي، يحلمون بالسير على خطى فينيسيوس جونيور، جناح الأبيض المدريدي، أشهر خريجي الأكاديمية، بغصة قائلًا: «نواجه النمط الكسول لحياتهم، وإدمانهم الشاشات».
كما يقر بابلو إيجور، مشجّع فاسكو دا جاما الشهير في حديث بثته «الفرنسية» سابقًا: «بدأنا نخسر نظرية البلد الذي كان يطلق عليه مهد كرة القدم».. لست وحدك يا إيجور، فهناك الملايين من عشاق هذه المجنونة لم يعد يدهشهم من يركلها بعد إفلاس البرازيل.