بلان هزم النصراويين بذكريات السيتي
أمام عدسات كاميرات البث الفضائي الناقلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا، راح السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم فريق باريس سان جيرمان الفرنسي، ينتقد، بجرأته السافرة، المقامرة الفاشلة لمدربه لوران بلان، النجم السابق لمنتخب «الديوك»، أمام مانشستر سيتي الإنجليزي، في إياب الدور ربع النهائي من نسخة 2016.
«لعبنا بنظام جديد في الشوط الأول، وما حدث قد حدث» دمدم السويدي بنبرة يشوبها الحنق، وأضاف: «عندما عدنا إلى خطتنا المعتادة في الشوط الثاني صرنا أفضل، لكننا أهدرنا بالفعل المباراتين ذهابًا وإيابًا».
قبل اللقاء بأيام، عقد بلان اجتماعًا مع «إبرا» ورفاقه، أفضى إليهم خلاله بنيته تغيير خطته الاعتيادية، واللعب بثلاثة قلوب دفاع وليس اثنين، بحثًا عن مباغتة السيتي، بعد التعادل 2ـ2 ذهابًا على ملعب حديقة الأمراء في باريس.
تقبَّل اللاعبون الأمر وحاولوا التأقلم مع الخطة الجديدة، وتشرّبوها خلال التدريبات، وعندما انطلقت المباراة جاء التنفيذ كارثيًّا، فلا فلحت التركيبة هجوميًّا أو دفاعيًّا، وتعرَّض الفريق لضغط مربك أسفر عن ركلة جزاء للسيتي خلال الشوط الأول سددها مهاجمه الأرجنتيني سيرجيو أجويرو، ونجح الألماني كيفن تراب، حارس مرمى سان جيرمان، في التصدي لها، مُطيلًا أمد الصمود الباريسي وقتيًّا.
وبعد مرور ربع ساعة من الشوط الثاني، ترك بلان يباسة رأسه، وسحب الإيفواري سيرج أورييه، أحد مدافعيه الثلاثة، وأضاف الأرجنتيني خافيير باستوري لخط الوسط، معيدًا الفريق إلى ضبطية المصنع.
مع ذلك، فشل الفريق في استعادة توازنه وظلت أعراض الاختلال الخططي تضرب أوصاله، واستقبل هدفًا في الدقيقة 76 بتوقيع البلجيكي كيفن دي بروين، عجز عن إبداء ولو محاولةٍ للرد عليه، وغادر المسرح الأوروبي مستسلمًا.
بعد المباراة، سلَّطت الصحف الفرنسية سياط نقدها على بلان، وعنونت «ليكيب» غلافها بعبارة «يا لها من كارثة»، واصفة الخروج على يد منافس «من أضعف فرق أوروبا وليس مثلًا أمام برشلونة حتى يُمكن تبريره» بما يُشبه التعرُّض لـ «ضربة صاعقة»، حسب تعبير محرِّرها فينسنت دولوك.
أيضًا نوّهت صحيفة «لا ليبيراسيون» إلى التباين بين قدرات الفريق وقيادته الفنية، مشخّصة الحالة بأنها «مثل سيارة فيراري تدور بمحرك فيات 500».
في 172 مباراة لبلان مع باريس سان جيرمان على مدى 3 أعوام، اختار المدرب البدء بدفاع رباعي، فيما كانت موقعة سيتي الوحيدة التي كسر فيها تقاليده، ودفع الثمن غاليًا بخسارة وظيفته بعد نحو شهر واحد من الوداع القاري.
مع الاتحاد أيضًا، ثبّت الفرنسي تركيبة الدفاع الرباعي من بداية جميع المباريات، بينما في الشوط الثاني أمام النصر، الجمعة الماضي، ضمن منافسات دوري روشن السعودي، راودته نفسه بمعاودة انتهاج تلك المناورة الفاشلة علّها تصيب هذه المرة.
بحث المدرب، كما ذكر بنفسه خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، عن الضغط على النصر من طرفي الملعب، عبر تحرير الظهيرين وتقديمهما إلى مركزي الجناحين، والهجوم بلاعبين اثنين من كل جانب، فسحب عبد الرحمن العبود، وأقحم عبد الإله العمري مدافعًا ثالثًا مع حسن كادش والبرتغالي دانيلو بيريرا، وأزاح مهند الشنقيطي والألباني ماريو ميتاي إلى الأمام مُحوِّلًا الطريقة إلى 3ـ4ـ3 على غرار يوم السيتي.
وبعكس عناصر الفريق الباريسي، تكيَّف لاعبو الاتحاد مع التعديل الخططي دون ارتباك، وسجَّلوا هدفين عبر الأطراف، الأول بصناعة الظهير الشنقيطي، والثاني بتوقيع الجناح الهولندي ستيفن بيرخفاين، وفازوا 2ـ1.
وبذلك، قدَّمت الكتيبة الاتحادية دليلًا على صحِّة الادعاء الذي لطالما يسوقه المدربون دفاعًا عن أنفسهم، بأن الخلل ليس في الأسلوب الخططي، وإنما التنفيذ، أو على الأقل منحت لبلان صك البراءة من التسبب في إسقاط سان جيرمان قبل 8 أعوام.