2025-01-17 | 15:17 قصص رياضية

سانتو.. مغامر يعيد نوتنجهام على طريقة الاتحاد

القاهرة ـ أحمد مختار
مشاركة الخبر      

حفر نوتنجهام فورست الإنجليزي اسمه بحروف من نور في سجلات الكرة الأوروبية قديمًا، بعد فوزه بلقب دوري أبطال أوروبا مرتين متتاليتين، عامي 1979 و1980، في إنجاز تاريخي للكرة الإنجليزية بالكامل، تحت قيادة المدرب الشهير برايان كلوف، الرجل الذي صنع له وللفريق اسمًا خالدًا في سجلات اللعبة بالقرن الشعرين.
كلوف أحد أشهر المدربين في تاريخ إنجلترا، خلق ثنائية ناجحة مع رفيقه دافيد تايلور، المساعد الذي جلس بجواره على الخط، ليحققا نجاحات كبيرة أولًا مع ديربي كاونتي، قبل الانتقال لقيادة نوتنجهام فورست لفترة طويلة، بين عامي 1975 و1993.
بين تجربته مع ديربي ورائعته برفقة فورست، حظى برايان كلوف بتجارب قصيرة غير مكتملة مع برايتون، ثم ليدز، قبل أن يحقق التاريخ مع نوتنجهام فورست، بعد فوزه بلقب الدوري الإنجليزي، ثم تحقيقه البطولة الأوروبية مرتين.
رحلة كلوف مع فورست كانت عظيمة بحق، فالمدرب المميز قاد الفريق أولًا للتأهل إلى الدوري الممتاز في إنجلترا، قبل تحقيق لقب الدوري رسميًا عام 1978، بعد التأهل مباشرة من الدرجة الثانية، مع تحقيقه 13 بطولة خلال مسيرته التدريبية، أهمهما بلا شك مسابقة دوري أبطال أوروبا عامي 1979 و1980.
يقول برايان كلوف عن نفسه: «لن أخبركم بأنني الأفضل، لكن سأؤكد دائمًا أنني الأول»، في إشارة إلى إنجازاته التي لا تنسى في الملاعب الإنجليزية والأوروبية، لذلك يقدره كثيرًا أنصار نادي نوتنجهام فورست، خاصة أن الفريق توارى عن الأنظار بعد هبوطه وابتعاده عن دوري الأضواء منذ عام 1999، قبل عودته من جديد في موسم 2022ـ2023، بعد غياب دام نحو 23 عامًا.
وإذا كان جمهور نوتنجهام فورست يدين بالكثير إلى برايان كلوف، الرجل الذي لمس معهم المجد الأوروبي، فإن أنصار الفريق حاليًا يوجهون الشكر المتواصل إلى البرتغالي نونو سانتو، المدرب الذي تولى تدريبهم في فترة صعبة وحرجة، لينجح في إبعادهم عن شبح الهبوط.
ويتذكر أنصار فورست جيدًا تاريخ ديسمبر 2023، حين أعلن نوتنجهام عن التعاقد مع البرتغالي نونو سانتو، مدرب الاتحاد السابق، مع إسناد مهمة قيادة الدفة الفنية إليه لمدة موسمين ونصف الموسم، وكان نوتنجهام في موقف حرج للغاية، إذ كان يقبع في المركز الـ17 من ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز، وسط محاولات لتفادي شبح المراكز المؤدية إلى الهبوط بفارق 5 نقاط.
ونجح سانتو في قيادة نوتنجهام فورست نحو البقاء بين الكبار في البريميرليج بنهاية موسم 2023ـ2024، إذ احتل الفريق المركز 17 بفارق 6 نقاط عن الهبوط، قبل أن يقدم موسمًا استثنائيًا حتى الآن مع الفريق.
وإذا كان ليفربول مع أرن سلوت هو الفريق، الذي يأكل الأخضر واليابس في إنجلترا هذا الموسم، فإن متصدر البريميرليج فشل في تحقيق الفوز على نوتنجهام فورست بقيادة سانتو ذهابًا وإيابًا، إذ خسر أمامه في الأنفيلد بهدف دون رد، قبل أن يتعادل في الدور الثاني بنتيجة 1ـ1.
ويحلق نوتنجهام مع سانتو هذا الموسم بين العمالقة، إذ يوجد الفريق في المركز الثالث بترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد 21 جولة، وسط توقعات بحضوره بين الكبار بنهاية الموسم، حتى يشارك من جديد في دوري أبطال أوروبا عام 2025، وهي المسابقة التي سبق له الفوز بها مع كلوف سابقًا.
وعرف نونو سانتو من أين تؤكل الكتف في البريميرليج، إذ صنع فريقًا تنافسيًا مع نوتنجهام، ونجح في مواجهة الكبار دون خوف، ليحقق فريقه نتائج مثالية ويرشحه الكثيرون لأداء دور الحصان الأسود هذا الموسم في الملاعب الإنجليزية بجدارة.
ويجب الإشارة إلى أن نجاحات البرتغالي سانتو ليست بالصدفة، إذ حقق الرجل بصمة في كل مكان يذهب إليه، فهو المدرب الذي قاد فريق الاتحاد للفوز ببطولة دوري روشن السعودي للمحترفين في موسم 2022ـ2023، إضافة إلى الفوز بكأس السوبر السعودي.
يذكر أن سانتو نجح أيضًا مع فريق وولفرهامبتون الإنجليزي، بعد فوزه معه بلقب دوري البطولة الإنجليزية «التشامبيونشيب» عام 2018، وقيادته الفريق للتأهل إلى منافسات الدوري الإنجليزي الممتاز، قبل العودة من جديد إلى إنجلترا أخيرًا، لكن من أجل كتابة نجاحات بارزة مع فورست، خاصة إذا حقق الهدف المنشود بنهاية الموسم، من خلال التأهل إلى المسابقة الأوروبية واللعب مع كبار القارة العجوز.