2025-03-07 | 02:49 مقالات

دراما المناطق.. التطلّع والواقع

مشاركة الخبر      

في مستهل التسعينيات الميلادية دشن التلفزيون السعودي مسلسل «خزنة» حينها كان عبد المحسن النمر ممثلًا لم يتجاوز العشرين من عمره وكان يسلط الضوء على قصة درامية أبطالها من المنطقة الشرقية، وفي ثنايا المسلسل الشرقاوي الذي لعب دور البطولة فيه النجم الراحل إبراهيم السويلم وإبراهيم جبر والممثلة لطيفة المجرن عكس تفاصيل الحياة البسيطة في مدينة الدمام وأحيائها الشعبية.
وفي الجهة المعاكسة وتحديدًا في محافظة جدة سعى النجم الكبير الراحل محمد حمزة إلى إبراز الهوية الحجازية من خلال بوابة الدراما في حقبة الثمانينيات الميلادية وقدم مسلسلات خلّدتها الذاكرة إلى يومنا منها «ليلة هروب» و«أصابع الزمن»..
وفي المنطقة الوسطى، طلت الدراما عبر النجوم الراحلين محمد العلي وبكر الشدي والطويان فقدموا أعمالًا عكست الهوية النجدية، وفي السنوات الأخيرة ظهر مسلسل العاصوف وفتح المجال أمام «ليالي الشميسي» و«الأعشى» خلال موسم الأعمال الرمضانية لهذا العام.
النجم الكبير ناصر القصبي حاول أن يتقمص شخصية الشاب الجيزاني في مسلسل السراج محاولًا إتقان اللهجة خلال منتصف التسعينيات الميلادية، وقدم عملًا يعكس هوية المنطقة الثرية في كل شيء، لكن سراجه لم يضيء بعيدًا عن المنطقة رغم الجهد الكبير المبذول.
في هذا الموسم الرمضاني، أعجبني كثيرًا مسلسل «الزافر» الذي يترجم حقبة زمنية في المنطقة الجنوبية وترجم أبطاله راشد الشمراني وعلي الحميدي ومريم الغامدي من أبناء المنطقة تفاصيل حياة الأسر السعودية في جنوبها بعاداتها وتقاليدها وعمقها التراثيّ والجغرافي، وقد لا تحظى تلك الأعمال المناطقية بجماهيرية كبرى في حينها وتضيع بين الدراما الرمضانية لكنها ترسخ في ذاكرة من شاهدها..
السعودية بلد مترامية الأطراف والتنوع الجغرافي، منح كل منطقة من مناطقها الـ13 ثقافة وهوية مختلفة، وتطورت تلك المناطق مع مرور الأعوام في كافة الاتجاهات إلا أن الدراما ظلّت بعيدة فلم يستطع صنّاعها أن يقدموا أعمالًا لأبناء المنطقة على غرار ما قدم في سنوات ماضية، فمثلًا لم نسمع عن عمل درامي يحكي قصة في تبوك أو نجران أو الحدود الشمالية أو القصيم وغيرها، ويدخل أبناء المنطقة ذاتها من الممثلين استوديوهات الإنتاج..
ولسنا بمنأى عن العالم فنشاهد أعمالًا درامية عدة تعكس هوية البلدان وثقافة أهلها وتاريخ أرضها، حتى أضحينا نعرف تلك المدن العربية والعالمية من نافذة الدراما التي شكلت وسيلة تثقيفية لا يستهان بها وتتخطى ما تقدمه وسائل الإعلام.
لذا، نتمنى من الجهات ذات العلاقة في صناعة المسلسلات أو الأفلام السعودية تتقدمها وزارة الثقافة متمثلة في هيئة الأفلام وغيرها من الهيئات المختصة أن تسهم في دعم شركات الإنتاج لضخ مسلسلات مناطقيّة، ولدى شبابنا كافة الإمكانات لتنفيذها.