نحن واليابان وكرة القدم
ما إن انتهت مباراة منتخبنا مع منتخب اليابان والذي بدا فيها منتخبنا أشبه بمنتخب هواة لا تاريخ له، يواجه منتخبًا محترفًا.
قلت: ما إن انتهت المباراة، إلا والذاكرة بدأت تستحضر ماضينا وماضيهم، لمعرفة ما حدث لنا، أو ما فعلناه بأنفسنا بعد أن كنا أسياد آسيا.
فيما اليابان كانت هامشية بكرة القدم، فمنذ أن بدأت مسابقة كأس آسيا عام 1956م، لم يصلوا للتصفيات النهائية، إلا عام 1988م، وتذيلوا مجموعتهم بلا فوز، ولا حتى سجلوا هدفًا.
في ذاك الوقت كان منتخبنا مسيطر على آسيا، بطلها 1984م و1988م و1996م إلى أن دخلنا الألفية الجديدة، وبعد مواجهة في النهائي 2000م بيننا وبين اليابان والتي انتهت بفوزه 1ـ0 مع أننا كنا الأفضل فنيًا، وأهدرنا ركلة جزاء.
كانت هذه البطولة، أو الألفية الجديدة هي مفترق طرق، فأصبح الهامشيون/اليابان هم المرشح الدائم لكأس آسيا، ونحن أصبحنا هامشيين ببطولات آسيا.
فما الذي جعلنا هامشيين؟
اتهم «الصحفيون المرافقون» الإعلام والجماهير وحملوهم سبب الفشل، وأنهم هم من مزقونا، لأن انتماءهم للأندية أقوى من انتمائهم لمنتخبهم.
وتجاهلوا الشبهات التي تثار حول الاختيارات والمشاركات، وقصص التدخلات التي رواها مدربو المنتخب واللاعبون لدرجة أحدهم تندر على الهواء مباشرة قائلًا «المدرب وضعني احتياط وهو يشرح الخطة، وباتصال أصبحت أساسيًا».
وهذه الشبهات والقصص هي من جعلت الكثير يقول بصريح العبارة: «المنتخب معسكر إعداد للاعبي بعض الأندية».
وبدل أن يحل اتحاد الكرة المشكلة، سمح «لمانشيني» أن يضيف أبرياء جدد، فخوّن بعض اللاعبين، واتهمهم أن ولاءهم لأنديتهم وليس للمنتخب.
دون أن يسأل اتحاد الكرة نفسه: ما الذي أتوقعه من لاعبين سمحت للمدرب أن يجردهم من وطنيتهم؟
بل وسمح للجنة الاحتراف بأن تثبت التهمة وتعاقبهم، قبل أن نكتشف حقيقة «مانشيني».
أخيرًا،
قد تكون القصص ومقولة «المنتخب معسكر إعداد لبعض الأندية» شائعات، أو أكاذيب لا أصل لها، ولكن هذا لن يغلق السؤال، وسيظل يقول لنا:
لماذا سبقتنا اليابان مع أنها دخلت للمنافسات متأخرة؟