قبل السؤال ولََّا بعده؟
بعض الحكايات الاجتماعية الخرافية متشابهة في العديد من الدول العربية، ولا تغيّر بعض الاختلافات البسيطة أصل الحكاية. في الكويت سمعت هذه الحكاية عن أحد الأثرياء عندما سأله مقدم البرنامج التلفزيوني: كم تبلغ ثروتك؟ فنظر الثري إلى ساعته وأجاب: قبل السؤال أم بعده؟ الحكاية نفسها سمعتها من أكثر من شخص في السعودية عن الوليد بن طلال عندما سأله مقدم البرنامج عن ثروته فأجاب: قبل السؤال أم بعده؟ لا أدري لماذا تحتفظ المخيّلة الشعبية بمثل هذه الحكايات، ولماذا لا يتوقف ناقلوها قليلًا في فحصها، وطرح الأسئلة التحقيقية عن حقيقتها. الدافع الذي جعلني أكتب عن الحكايات الخرافية هو لقائي قبل أيام بزملاء سابقين من مصر، كان أحدهم يعمل مهندس صوت، كنا نتحدث في العموم، وانتقل الحديث عن التجارة، فقال مهندس الصوت: مذيع سأل نجيب سويرس في التلفزيون: كم ثروتك؟ فابتسم نجيب شويه وقاله: حدد.. قبل السؤال وإلا بعده؟! بعدما سمع أحد الحاضرين الحكاية، أجاب متحسرًا: ياااه.. امتى أتسئل السؤال ده؟!. حكاية أخرى سمعتها في عدة دول خليجية وعربية، لكن هذه المرة عن أسماء الشوارع التي تسمى باسم شخصية معينة. تعطلت سيارة أحد أبناء الشخصيات المعروفة، وصادف أن العطل حصل في الشارع نفسه المسمى على اسم والده، فجاء شرطي المرور غاضبًا وسأل: ليش واقف هالوقفة بنص الشارع.. لا يكون شارع أبوك وحنا ما ندري؟! فابتسم الرجل وأخرج هويته، وأشار نحو لافتة الشارع المكتوب عليها اسم أبيه، وقال: إيه.. واقف بشارع أبوي! هذه الحكاية سمعتها أيضًا من مصري قال إنها حصلت في أحد شوارع القاهرة، مع تغيير صغير في نهايتها، لأن شرطي المرور المصري عندما سأل الرجل: إوعى تكون فاكر إنك في شارع أبوك؟ أجاب الرجل: أيوه شارع أبويا.. عندك مشكلة؟ ثم أخرج الرجل هويته، وعندما قرأ شرطي المرور الاسم قام بأداء التحية، قائلًا: تمام يا فندم!