عرض التجربة السعودية أمام العالم
سعيدٌ جدًّا بالأداء الهلالي أمام ريال مدريد، ومقارعته أفضل فرق كرة القدم عبر تاريخها أكثر من النقطة التي تتحقَّق للمرة الأولى لفريقٍ عربي، أو آسيوي أمام هذا الفريق العملاق. ومصدر هذه السعادة، ليس خاصًّا بالهلاليين، وإنما لكل السعوديين، فما قدمه الهلال أمام ريال مدريد، كان أفضل عرضٍ أمام العالم للمشروع الرياضي السعودي الذي نحاول التسويق له منذ انطلاقته قبل عامين، ونحاول أن نرد على كل محاولات المشكِّكين والحاقدين خاصَّةً في الإعلام الغربي.
ما قدَّمه الهلال دليلٌ على نجاح المشروع السعودي الذي حاول الكثيرون التشكيك به، وتشبيهه بالتجربة الصينية والأمريكية في استقطاب النجوم العالميين على الرغم من الاختلاف الجذري بين النموذج السعودي، وبقية التجارب العالمية في كرة القدم!
يحقُّ لنا بوصفنا سعوديين أن نفخر بهذا المنتج الكروي الفاخر الذي لوى أعناق العالم، ومن حُسن الحظ أن ذلك كان أمام ريال مدريد الذين ينتظر مئات الملايين في العالم من محبي كرة القدم إطلالته مع المدرب الجديد تشابي ألونسو، والدليل كل ما حدث من ردة فعلٍ للجماهير العالمية بخلاف ما زجَّت به الوسائل الإعلامية التي تفاجأت بالمستوى الهلالي، والنقلة الكروية السعودية على الرغم من قصر عمر المشروع الرياضي الكبير.
أمَّا عشاق نادي الهلال، خاصَّةً، فهم أكثر السعداء، ليس لذلك فحسب، بل ولاطمئنانهم أيضًا على فريقهم، إذ بدا أن مسألة تعافيه من وعكة الموسم الفائت ستكون سريعةً جدًّا على يد المدرب الإيطالي العالمي إنزاجي الذي أثار الإعجاب بواقعيته في المباراة، وتدخلاته أثناءها، وعدم تغيير المسار الفني للفريق قبل هذه التظاهرة العالمية، والتدريبات القصيرة التي أشرف فيها على هذا الفريق.
لكنْ على الهلاليين أن يتذكروا أن كل ما قدموه أمام الريال دون الاستمرار في ذلك، والتأهل من هذه المجموعة، والمنافسة على صدارتها، سيكون هباءً منثورًا، وسيمحي كل ما تقدَّم، كما سيمنح الحاقدين والمشكِّكين في التجربة السعودية فرصة أن ينفثوا سمومهم من جديدٍ، لذا لابد أن يُظهِروا كل ما لديهم خاصَّةً والمتابع القريب للفريق الهلالي يعرف أن لديه القدرة على تجاوز خصومه الآخرين في المجموعة بشرط ألا يركنوا على الظهور الأول ويكتفوا بذلك.