جولة سوشل ميديا
الوقت من أغلى ما يملكه الإنسان، كنا نعطيه للأهل والعمل والأصدقاء، الآن ودون وعي أو رغبة أصبحت السوشل ميديا تتقاسمه معنا. أتذكر كيف كان لا يمر يوم أو يومين إلا وأجتمع مع الأصدقاء، كانت عندي رغبة في رؤيتهم وتبادل الأحاديث والضحك معهم، الآن تبدل ذلك، أصبحت وبشكل يومي أعطي وقتًا لمشاهدة عشرات المقاطع غير المترابطة، أقلّب الشاشة دون هدف، وفي كل مرة أشعر فيها بضياع وقتي أعاهد نفسي ألا أفعل ذلك مجددًا، ثم أنقض ما عاهدت به نفسي. المسألة مدروسة من صنّاع تيك توك وإكس والتطبيقات المشابهة، عملية إدمان عقلي تشبه إدمان التدخين وسريان النيكوتين في الدم. في جولة السوشل ميديا في الأيام الماضية قرأت وشاهدت ما استوقفت عنده، اخترت منه ما سأنقله لكم.
صفحة من كتاب غير مذكور اسمه نشرها أحد الحسابات فيها سؤال عن الرزق. توضّح الإجابة إلى أي درجة نصحو وننام ونحن في رزق وفير، وإن لهذا الرزق حقوقًا يجب أن نؤديها (س: هل الرزق ما يتعلق فقط بالأموال أم أن هناك شمولية في مفهوم كلمة الرزق؟ ج: يقول الشيخ الشعراوي: يظن البعض أن الرزق هو ما يتعلق بالأموال والنفعيات من أرض وخير فنقول: لا.. إن الرزق هو ما انتفع به، فالقوة رزق، وكل ما فيه حركة للحياة رزق، فلا تقل أنا ليس عندي مال لأنفق منه، لديك عافية فتصدق بالعافية، على العاجز، عندك حلم.. أنفقه للأخرق. عندك علم.. أنفقه للجاهل. إذن فقوله تعالى: (و مما رزقناهم ينفقون) تستوعب كل أقضية الحياة، وكل كمالات الوجود حتى لو ذهبت إلى إنسان لا يجيد صنعة شيء فاصنعه لأنك تجيده. إذن فإجادة الأشياء رزق أيضًا.
فيديو قصير لرجل هندي اسمه سادغورو، أشاهد مقاطعه التحفيزية تتناقلها بعض الحسابات، في هذا المقطع يتحدث عن الغضب: (الغضب والحسد والكراهية، كلها سموم تتجرعها وتتوقع أن يموت غيرك، كلا.. الحياة لا تعمل هكذا، إن شربت السم، تموت أنت، إنها حياة عادلة للغاية. عندما أقول (سم) فأنا لا أقولها بمعنى أخلاقي، ثمة أدلة طبيّة قاطعة يمكنها أن تظهر لك عبر (فحص الدم) أن 5 دقائق من الغضب الشديد قبل إجراءك للفحص ستظهر لك أنك تسممت كيميائيًا بالفعل. إذًا أنت حرفيًا تُسمم نفسك، معتقدًا أنهم من سيتأذى، كلا، إنه سيؤذيك أنت وحدك، الأمر يعود لك إن رغبت في أن تفسد حياتك).