نصر خيالي يضرب ولا يبالي

بواقعية شخصيًا لم أشاهد النصر من قبل بهذا العنفوان، فلقد أصبح فريقًا مرعبًا يفتك بخصومه دون رحمة، نصر يمتلك قوة ضاربة في كل الخطوط وامتيازًا في كل المراكز، ويقدم أداء مغلفًا بمتعة ويكلله بأهداف لا تخلو من الإبداع.
إن من اختار القطع الناقصة في النصر لا شك يعتبر «خلّاقًا» ويستحق الثناء والتقدير من كل النصراويين، حيث أقفل الدفاع بمارتينيز وحرر الوسط بالمبدع فيليش واستعان بالجناح الطائر كومان، ثم تعاقد مع الداهية جيسوس فقدم لنا نسخة غير مسبوقة من نصر يجمع بين اللعب الممتع والنتائج المدوية.
إنني وبتجرد لا أرى في الساحة منافسًا للنصر، ولا أقول ذلك جزافًا وإنما مشفوعًا بلغة الأرقام، فالنصر لعب في الدوري «5» مباريات فاز فيها جميعها وبأريحية وحصل على «15» نقطة وسجل هجومه «19» هدفًا أي بمعدل «3.8» هدف في كل مباراة، في حين استقبلت شباكه هدفين فقط أي بمعدل «0.1» في كل مباراة، وفارق الأهداف بلغ «17» هدفًا.
فمبروك مقدمًا للنصر بطولة الدوري، وحظًا أوفر لمن سيأتي تاليًا، والأرجح أنه الهلال الذي أتوقع أن يحل ثانيًا ومن بعده الأهلي ثالثًا فالقادسية رابعًا ثم الاتحاد خامسًا، أو لربما يتبادل المراكز مع القادسية والأهلي لا أكثر، هذا ما أتوقعه وهو يختلف عما هو عليه الحال في سلم الترتيب مع نهاية الجولة الخامسة، حيث يتصدر النصر ويأتي القادسية ثانيًا والهلال رابعًا فالاتحاد ثم الأهلي ثامنًا.
دورينا أقوى من نخبة آسيا
بقراءة فنية سريعة على نخبة آسيا، نستطيع القول بأن الفرق السعودية أصبحت قوة ضاربة في القارة الآسيوية، بل ولا أبالغ إذا ما قلت بأنها آسيويَا لا تنافس إلا نفسها، وفي ظل ذلك أكاد أجزم بأن بطولات أكبر قارات العالم ـ على مستوى الأندية ـ ستكون حكرًا على الأندية السعودية لسنوات قادمة بفضل الفوارق الفنية وجودة المحترفين وقوة الدوري السعودي الذي أراه أقوى بكثير من نخبة آسيا، بل وأجزم بأن فرق الوسط لدينا تستطيع أن تتغلب على أبرز منافسين نخبة آسيا.
فبالأمس ضرب الاتحاد الشرطة في بغداد برباعية رغم النقص العددي بعدما استعاد شيئًا من عافيته، وبمثلها تغلب الأهلي على الغرافة القطري، كما تجاوز الهلال السد القطري بسهولة رغم إراحة العديد من نجومه استعدادًا للقاء الاتحاد، هي نتائج مدوية تؤكد ما ذهبت إليه، عمومًا كل التوفيق لأندية الوطن.