2025-10-22 | 23:28 مقالات

فائض الحكام لن يحقق العدالة!

مشاركة الخبر      

بعد نهاية الشوط الأول من مباراة النصر والفتح انفجر البرتغالي كريستيانو رونالدو، قائد فريق النصر، غضبًا ضد حكم المباراة الذي أعتقد أنه أوقف هجمة واحدة بحجة التسلل، وصرخ في وجه الحكم الرابع بما معناه «الدوري في مستوى عالٍ، والتحكيم ليس كذلك» مع أن الحكم لم يخطئ في قراره ضد النصر في تلك المباراة وكان قراره صائبًا، إلا أن الأخطاء حضرت بوفرة في الجولة ذاتها، وحتى فيما قبلها من جولات، في مباراة الاتحاد والفيحاء كاد الحكم أن يحرم الفيحاء من نقطة مستحقة بعدما احتسب ركلة جزاء جزم أكثر من محلل تحكيمي أنها كانت غير صحيحة، ولحسن الحظ ضاعت الركلة. في مباراة الأهلي والشباب تحصل الأهلي على ركلة جزاء كان هناك شبه إجماع على أنها غير صحيحة حرمت الشباب من فوز مستحق وهو منقوص لاعبًا.
في مباراة الهلال والاتفاق كانت الكارثة الكبرى، ركلتا جزاء للهلال، وواحدة للاتفاق وحالة طرد صريحة على لاعب الاتفاق لم تحدث، مع أن لاعب الاتفاق كاد يعطب البرازيلي مالكوم مهاجم الهلال.
مع أن الذي قاد مباراتي الأهلي مع الشباب والهلال مع الاتفاق هما حكمان أجنبيان، دفع الهلال والأهلي 450,000 ريال لكل منهما، من أجل حضورهما للدوري السعودي، وفي نهاية المطاف لم يجدا إلا حكامًا مهزوزين، غيّرا من واقع المباراة، فوز الهلال لا يلغي أنه تعرض لأخطاء فادحة، والأهلي نجا من الخسارة بغلطة حكم، تمامًا كما حرمه حكم مباراته مع الاتفاق والذي كان أجنبيًا أيضًا، من ركلة جزاء كانت ستمنحه الفوز في جولات سابقة.
ما يحدث من الحكام سواء المحليين أو الأجانب كارثة على الدوري السعودي، الأندية تدفع قرابة النصف مليون ريال للتعاقد مع حكم ينقذها من الأخطاء، ولكنها للأسف لا تجد إلا فتات الحكام الأوروبيين، أو حكامًا من دول مثل نيكارجوا وبنما والسلفادور.
بحسب كلام ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي، فإنهم يحصلون على الحكم الذي ليس له مباريات في الدوري الأوروبي، وكأن على الأندية أن ترضى بالقليل مع أنها تدفع الكثير، للأسف أداء الحكم السعودي ليس بأفضل حال وبالتالي الأندية مجبرة على الحصول على صافرة أجنبية، ولكن في المقابل ألا تستحق الأندية التي دفعت الكثير والكثير من أجل التعاقد مع طاقم التحكيم الأجنبي أن تحصل على حكم معروف ومن حكام النخبة على الأقل.
التبرير الذي ساقه رئيس الاتحاد السعودي لم يكن منطقيًا، ففي الدوري المصري والدوري القطري يحصلون على حكام نخبة بأقل التكاليف، لو عدنا بالماضي إلى رئيس لجنة الحكام السابق الإنجليزي كلاتنبرج، ومن لحقه هاوارد ويب بير لوجدنا أنهما كانا يحضران نخبة الحكام في أوروبا، حكام نهائيات الأمم الأوروبية ونهائيات أبطال أوروبا، ولكن ما يحدث الآن أننا نحصل على حكام من الدرجة الثالثة أو الثانية على أحسن تقدير، الفارق أن علاقات كلاتنبرج وهاوارد كانت تجلب أفضل الحكام، بينما السويسري مانويل نافارو عاجز عن ذلك.
‏المزعج أننا ما زلنا في الجولة الخامسة والأخطاء كانت أكثر من أن تُحصى، لا تكاد تخلو جولة من العديد من الأخطاء الفادحة التي تغير مسار المباريات، منذ الجولة الأولى والأخطاء سواء من حكم أجنبي أو حكم سعودي تتوالى وبشكل مؤثر على النتائج، وهو الأمر الذي كان مستمرًا منذ مواسم كثيرة، للأسف الشيء الوحيد الذي اختلف هو ارتفاع قيمة التكلفة للحكم السعودي والأجنبي من 175,000 ريال إلى 450!، مع أنها في الدوري المصري لا تتجاوز الـ150 ألف ريال فقط، ويحضرون الأفضل، بينما تدفع أنديتنا أكثر من ذلك بكثير وتحصل على الفائض للحكام، الكل خاسر، الكل يعاني، ومن استفاد اليوم سيتضرر غدًا طالما أن الأمر ما زال على ما هو عليه، فالكوارث ستتوالى..