|


فهد عافت
عتمة كاشفة وأضواء طامِسَة!
2018-11-19
ـ مهما بلغتَ من عِفَّة اللسان، فأنت بحاجة إلى طهارة قلب خاصّة، وأظنها نادرة، هذا ما لم تكن مستحيلة، لتَبْرَأَ من حِسّ الازدراء تجاه شخص ما، أو مجموعة أشخاص!.
ـ عِفّة اللسان قد تُبقي ذلك الازدراء سرًّا بينك وبين نفسك، تموت ولا يعلم به أحد سواك. لكن..!.
ـ تُنبّهني نفسي: حتى في ما تظنّه أخلاقًا فاضلة، قد يكون هناك ما هو مِخادِع ومُضِر!.
ـ عليك دائمًا بالمراجعة وتقليب الأمور، فقد يكون من بين الخمسة أو الستّة أشخاص الذين تزدريهم في داخلك سِرًّا، شخص واحد على الأقل، لا يخلو ازدراؤك به من حسدٍ دفينٍ له!.
ـ أحيانًا، يُخيّل إليَّ أنْ أكثر ما يجب أن نخشاه هو فضائلنا، أو ما نظنّه فضيلةً وجانبًا حَسَنًا فينا!.
ـ ذلك أنّ ما نظنّه ليس حَسَنًا، ولا يرتقي لمُسمّى الفضيلة، يؤرِّقنا دائمًا، ويحثّنا على عدم الاطمئنان إليه، ممّا يبقينا في حالة من التّأرجح كافية لإعادة النظر، طلبًا للراحة والسلام الداخليين على الأقل، وفي هذا القلق ما يمكن اعتباره فضيلة حقيقية فيما هو غير فاضِل!.
ـ الأشياء السّيّئة فينا، مشاعرنا السّلبيّة، من بُغض ومن غِلّ، من استهانة ومن ازدراء، من تقصير ومن عَوَز، وما شابه ممّا يضيق به الصّدر، وتتململ منه النفس، كل هذه المشاعر السّلبيّة فينا، تمتلك "عتمةً كاشفة"!.
ـ كأنّ الله سبحانه وتعالى أوْدَع في قلب كل واحدةٍ من هذه المشاعر السّلبيّة، الشّريرة، خيرًا دفينًا!.
ـ ذلك أننا لا نرتاح معها ولا من خلالها!، تظلّ تؤرقنا، وفي هذا الأرق احتمال دائم لمنجاةٍ منها!.
ـ يكفي أن يكون في النفس قليل من الخير ـ والنفوس مليئة بالخير بإذن الله وحمده ـ لنبقى متيقّظين فيما يخصّ هذه المشاعر السّلبيّة، يحدونا أمل، وافر أو طفيف، في شفاء صدورنا منها!.
ـ مشاعرنا النبيلة الكريمة الفاضلة، أو ما نحسبه كذلك منها وفيها، تمتلك نقيض العتمة الكاشفة!، ربما، وأؤكد.. ربما، امتلكت: أضواءً طامِسَة!.
ـ أضواء تبهرنا، فتعمينا، وتصيبنا بالغفلة عن قدراتها الخطرة في المُخاتَلَة!.
ـ الظّنّ الذي هوى بإبليس أسفل سافلين، والذي جعل منه رجيمًا، كان ظنه الحسن بنفسه لا بربّه والعياذ بالله!.
ـ ظَنّ أنه تعبّد حتى استحقّ!،.. تعقّل حتى حاجَج!، ونَزَّهَ حتى أعرَض!.