|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
رؤية 2030 من منظور رياضي
2016-05-04

يشعر الإنسان في هذا البلد الغالي بالفخر والاعتزاز عندنا يرى قياداته الحكيمة تفكر ببعد استراتيجي لمستقبل أجيال وطنها العظيم فمع رؤية السعودية 2030 والتي أعلن عنها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وشملت تطوير عمليات جميع القطاعات الحكومية والخاصة مما سيجعل للمملكة شأن عظيم في المستقبل القريب، لأن كل مقومات تحقيق هذه الرؤية متوفرة إذا أحسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة والتقويم المرحلي .
وفي مجالنا الخصب الرياضي نرى بأننا أكثر المستفيدين من هذه الرؤية وفي ظل هذا الحب من المجتمع للرياضة في بلادنا فان الأمر يتطلب عملا مضاعفا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
وهنا يبرز تساؤل كبير يخص الرياضة في بلادنا.
لدينا مؤسسة اسمها" الرئاسة العامة لرعاية الشباب".
كلمة " الشباب " ماذا تعني لدى مسئولي الرئاسة العامة؟ هل تعني جميع شباب المملكة؟ أم فئة خاصة منهم؟
وماذا تعني كلمة رعاية لدى منسوبي الرئاسة؟ ومن ثنايا هذا التساؤل تبرز هناك عدة تساؤلات تطرح نفسها حول هذا الشأن .
1ـ كم عدد الشباب الذين يحضرون المناسبات الرياضية على تعدد مجالاتها؟
2ـ كم نسبة من يستفيد من هؤلاء الشباب وكذلك من لم يحضر هذه المناسبات من خدمات الرئاسة؟
3ـ كم عدد الأندية الرياضية على اختلاف إمكاناتها ومستوياتها في المملكة؟
4ـ كم عدد الشباب الذين تخدمهم الرئاسة من خلال هذه الأندية؟ وما نسبتهم من مجموع شباب المملكة؟
5ـ كم من المليارات صرفت على كل الاتحادات الرياضية في المملكة؟ وهل يتناسب هذا الصرف مع مخرجاتها طيلة عمر هذه الاتحادات؟
6ـ هل هناك رؤية واضحة لكل اتحاد يعمل من خلالها لتحقيق أهدافه التي هي جزء من أهداف الرئاسة؟
7ـ كم من الوقت تستغل ملاعب الأندية خاصة ملاعب كرة القدم المزروعة الرئيسة والرديفة والتي لا يكاد يخلو منها ناد من أنديتنا طيلة العام ، إذا علمنا أن كثيرا من الأندية تخرج من التصفيات الأولية لكل بطولة؟
8ـ هل يتناسب الصرف على هذه الملاعب مع مستوى الاستفادة الفعلية منها ،أم أنه صورة من صور تبذير للمال العام؟
9ـ آلية إدارة الكثير من أنديتنا خاصة الكبيرة منها هل يتوافق مع أهداف هذه الأندية؟
10ـ ما أسباب الديون التي تئن منها الأندية؟ وهل تمت دراسة تلك الأسباب لوضع حد لها؟ أم أنها صورة أخرى من صور تبذير المال العام؟
11ـ ما مدى التنسيق بين الرئاسة ووزارة التعليم لتوظيف ملاعب المدارس والأندية لشبابنا الذين كثيرا ما تتقطع قلوبهم وهم يرون الكثير من ملاعب تلك المدارس والأندية، خاصة ملاعب كرة القدم المزروعة من خلف أسوار تلك المدارس والأندية وهم يلعبون على الإسفلت في الشوارع؟
12ـ ما مدى دقة المعايير في انتقاء واختيار القيادات لرئاسة الاتحادات الرياضية وكمديرين تنفيذيين للاتحادات وأعضاء مجالسها .
13ـ التحقق من سيطرة بعض الأندية على مفاصل الأماكن القيادية في الرياضة السعودية ( اللون الواحد )
تساؤلات كثيرة آن الأوان للتعاطي معها بوضوح وشفافية في ظل وضوح وشفافية رؤية 2030. وما حملته من نظرة مستقبلية، ومؤشرات ستسهم بإذن الله تعالى في رفع معدل الأداء وتحقيق الأهداف وتجسيدها واقعًا. وإذا كنا سندخل التحول بنفس المعايير والقياسات القديمة، فلن نحقق في هذا المحور الرياضي أي تقدم يذكر. لذلك فتطوير البرامج مطلب رئيس..
فمطلوب التركيز على إيجاد معايير دقيقة وواضحة لعدد من العمليات التي تحتاج إلى تطوير ومنها التخصيص ونظام الاحتراف , أنظمة ومحكمة مختصة واستثمار الأندية ومنشآتها بعد التخصيص ومؤسسة التمويل والإدارة الرياضية والمسؤولية المجتمعية وغير ذلك مما لا يخفى والتنسيق مع التعليم العالي لاستقطاب الرياضيين المميزين وتسهيل دراستهم بالجامعات والاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث و ضرورة استثمار التعاون مع وزارة التعليم وبالذات ملاعب ومنشآت المدارس ذات الإمكانات وتفعيل الأكاديميات بل إجبار الأندية على فتح أكاديمات وكذلك الاتحادات بفتح مراكز للموهوبين ووضع مركز للتوثيق الرياضي بشكل أكثر شفافية، والعمل على نشرها وتجديدها سائلين الله العون والتوفيق .