|


كوليت.. فقيرة حققت المجد في رياضة الأثرياء

الرياض ـ إبراهيم الأنصاري 2024.08.04 | 03:15 pm

تُوصَف رياضات الفروسية، وبينها قفز الحواجز، بأنها من ألعاب الأثرياء، لكن الفارسة البريطانية لورا كوليت، التي عانت الفقر والفاقة والظروف الصعبة قاتلت في سبيل إلهام الأطفال بأن هذه الرياضة ليست مخصصة للأغنياء بعدما
باتت إحدى أساطير اللعبة في بلادها، وحازت على وسام الإمبراطورية البريطانية «MBE» مع مرتبة الشرف لخدمات الفروسية.
في عام 1989 ولدت الفارسة البريطانية في مدينة ليمينجتون الشهيرة بمنتجعاتها الصحية، إضافة إلى أنها أصبحت مركزًا لتجارة التجزئة والصناعات الرقمية، ما أكسبها لقب «منتجع السيليكون الصحي»، وفي عام 2023، أطلقت صحيفة صنداي تايمز على ليمينجتون لقب أفضل مكان للعيش.
عاشت الفتاة البريطانية طفولة صعبة ومريرة بعد انفصال والديها قبل أن تبلغ العاشرة من العمر، واضطرت والدتها إلى إعالتها، وتحمل نفقات هواية ابنتها المفضلة، التي ولعت بالخيول منذ طفولتها حتى أنها تقول في إحدى حواراتها إنها لا تتخيل حياتها بدون الخيول.
اضطرت والدت كوليت إلى العمل في وظيفتين من أجل تمويل متطلبات هواية ابنتها ذات التكاليف العالية، فكانت تعمل معلمة في روضة أطفال خلال الأسبوع، وفي محطة بنزين خلال عطلات نهاية الأسبوع.
عل الرغم من ذلك كانت الأموال شحيحة، بسبب أن والدتها كنت تضطر إلى استأجر منازل بها إسطبلات حتى تتمكن ابنتها من البقاء بالقرب من الخيول، التي كانت مغرمة بها للغاية.
في عمر الـ 13 عامًا فازت كوليت بلقب المهر الأعلى في عرض حصان العام في عام 2003، كما فازت بتسع ميداليات خلال مسيرتها الشبابية، بما في ذلك ثلاث ذهبيات فردية، بفئة الناشئين عام 2006 على فيرن هيل سوكس، وفي فئة الناشئين عام 2007 على رايف، وفرسان الشباب عام 2009 مرة أخرى على رايف.
في الأعوام التالية، باتت الفتاة الموهوبة ممثلة بلادها الأولى في المحافل الخارجية، قبل أن تتعرض عام 2013 إلى الضربة الأشد إيلاما في مسيرتها عندما سقطت أثناء سباق عبر البلاد في هامبشاير، وهبط حصانها فوقها مباشرة، وقد أدى ذلك إلى إصابتها بتمزق في الكبد، وثقب في الرئة، وكسر في الكتف، وكسر في ضلعين، وفقدان البصر.
تقول عن تلك الحادثة: «لا أتذكر أي شيء من ذلك اليوم، لذا عندما أفقت من غيبوبتي لم يكن لدي أدنى فكرة عما حدث، منذ اللحظة التي استيقظت فيها، كل ما أردت فعله هو العودة إلى ركوب الخيل، كان هناك الكثير من الحديث: هل سأعود؟ هل أرغب في المنافسة مرة أخرى؟ اعتقدت أنهم جميعًا سخيفون حتى لو تساءلوا عن ذلك».
وأضافت: «بعد الإفاقة من الغيبوبة عندما أغلقت عيني اليسرى لم أتمكن من رؤية أي شيء بعيني اليمنى، ولكن في البداية لم يكونوا قلقين بشأن عودة بصري، ثم أدركوا أن جزءًا من كتفي قد اخترق العصب البصري، وأن بصري لن يعود أبدًا. كان هذا أصعب شيء يمكن التعامل معه، لكنني تكيفت بسرعة نسبية في هذه اللعبة، عليك أن تتعلم كيفية التعامل مع ما يتم التعامل معه».
لم تمض ستة أسابيع على حادث السقوط، الذي كاد أن يؤدي بحياة الفارسة الماهرة، حتى عادت على الفور إلى ممارسة رياضتها المحببة، وتحلم بأن تصل فيها إلى أبعد ما يمكن.
فازت كوليت لاحقًا بالعديد من المسابقات المحلية، لكن في أولمبياد طوكيو كان الانتصار الأعظم بالنسبة لها، بعد أن توجت بالميدالية البرونزية في الفردي والذهبية في الجماعية.
وصفت تلك اللحظات التاريخية بقولها: «مجرد وجودي هنا كان أكثر من مجرد حلم أصبح حقيقة، وأن أقف هنا حاملة الميدالية الذهبية، عندما أنظر إلى الوراء حيث كنت وأعتقد أنني كنت محظوظة لكوني على قيد الحياة، ناهيك عن أداء العمل الذي أحبه، أعوام عديدة من العمل الشاق والدم والعرق والدموع كانت تستحق العناء».
في باريس واصلت كوليت تألقها، وتوجت بالميدالية الذهبية في الفروسية الثلاثية، وباتت إحدى أعظم الرياضيات على الإطلاق، ونجحت في تأكيد مقولتها الشهيرة «إن الخيول ليست رياضة الأغنياء فقط».