2012-10-24 | 03:00 منوعات

تحديتهم بالمنزل وتجهزت بالاستراحة

مشاركة الخبر      

ـ كيف كانت البداية ومن أين انطلقت وهل كنت تتوقع أن تكون مراسلا متمكناً بقدر العطاء الذي تقدمه؟
في البداية أنا أعتبر نفسي لم أقدم شيئاً في مجالي الميداني فقد قطعت 10 % من الطريق الصعب وتبقى الأهم وتلك الحقيقة ولا أبالغ في ذلك لأن العمل الميداني علم مستقل ويختلف جملة وتفصيلا عن باقي الجوانب الأخرى وإن كان هناك تقارب فهو بالشكل. الأمر الآخر بداياتي كنت أتابع عبر القنوات الرياضية عمل المراسلين وكنت أحدث نفسي بأنني ممكن أن أقدم عملا أفضل مما يجسده المراسل الذي أمامي، وكان ذلك وأنا في المراحل الأولى من الدراسة في المتوسطة وبعد أن ظهرت القنوات المتعددة ART وأوربت وغيرها أيضا تضاعفت الرغبة وأصبحت الفكرة تراودني بشكل أكبر، وفي ذات يوم ذهبت إلى استراحة مع بعض زملائي وأحضرت جهاز تسجيل ووضعت في رأسي المايك (كرتون) لكي أعيش الجو وبدأت رحلة العمل الميداني بإجراء لقاءات وكان هناك زميل لي يسجل الحوارات وبعد الانتهاء من هذا العمل أرسلت (السي دي) (لدلة البركة) وبعد أسبوعين فوجئت باتصال من (وليد الفراج) يطلب مني بالتحديد الحضور لملعب الأمير فيصل بن فهد والدخول في اختبار على الهواء خلال المباراة الودية التي كانت تجمع المنتخب السعودي بنظيره اللبناني ضمن استعدادات الأخضر السعودي لنهائيات كأس العالم 2006 وقبل طلبه مني بالحضور أكد لي أنني أحمل مواصفات جيدة في العمل الميداني ولكن الاختبار الحقيقي خلال المباراة لبدء المشوار مع قناة (ART).
ـ هل وافقت على الطلب؟
في البداية ترددت وطلبت من الأخ وليد عدم الاستعجال، وقال لي بالحرف الواحد إذا لم تدخل الاختبار فالأمر انتهى، وفعلا ذهبت إلى الملعب وكان الجو بارداً وارتديت ملابس شتوية ولم يظهر سوى وجهي وكانت الخلفية التي أقف أمامي دعاية صلة وسقطت على رأسي قبل أن أبدأ العمل وتخيل ظروف مجتمعة تكالبت خلال ساعات قليلة تتحدد فيها نجاحي من عدمه (رهبة.. قلق.. سقوط على رأس من الدعاية الخلفية علاوة على البرد القارس) ورغم ذلك زالت كل هذه المعوقات بعد أن بدأت أول خطوة ثم انطلقت وكان ذلك في عام 2005م عبر قناة (ART) لمدة خمس سنوات، وأتذكر أنني وقعت العقد مع الزميل وليد بالمطار ثم انتقلت إلى القناة الرياضية السعودية حتى هذا التوقيت.
ـ بلاشك أن الرحلة صعبة وفيها مغامرة ولكن هل هناك مراسلون كنت تتقمص شخصياتهم؟
أبداً وحاولت أن أرسم شخصـــية مســتقلة ولكـن كنـت حريصـــاً على متابعة من سـبقوني فكنت معجباً بوقفة محمد السقا (رحمه الله) أمام الضيف، وطريقة صياغــة العضيبــي للسؤال وخـفة دم العرافة وجدية حسين الشمري وحمـاس طـارق الحماد وجميع تلك المعطيات ســـــعيت لتجسيدها في شخصيتي وأشعر أنني بطريقة أو بأخرى بتفعيلها مع أرض الواقع.
ـ العمل الميداني صعب وأحياناً الإمساك بالضيوف أصعب كيف تتناغمون مع تلك الأشياء؟
صحيح تقديم عمل ميداني يحتاج إلى تميز، فالمتلقي يحتاج إلى معلومة جديدة.. سؤال جديد يفتح آفاقا أوسع لتساؤلات أخرى وبالنسبة للضيوف فمن خلال التنظيم الجديد أصبحت الأمور سهلة وربما أن المراسل أحياناً كان وضع عينيه على لاعب أو إداري معين بسبب حادثة معينة ولكن قد لا يوقف لأن الحدث قد يكون محصورا فيه، وعموماً عملنا كر وفر وبحث عن الجديد والمهم أننا نسعى للهروب من الأسئلة التقليدية (كيف تشوف المباراة) أو (ما توقعاتك للنتيجة) إلى غيرها.. المتابع ينتظر تساؤلات في كبد الحقيقة والحدث.
ـ هل لديك رغبة بالاستقرار بالأستوديو وترك العمل الميداني بعد الرحلة الطويلة؟
صدقني أنا بدأت في الميدان وسأنتهي من الميدان أيضا لأنني أدرك أن هذا العمل متجدد، والإعلامي الماهر هو من يطور نفسه ويجدد شخصيته وطريقة عرضه للتساؤلات وأشياء عديدة وكلامي هذا أنني لست قادرا على إدارة الحوارات في الأستوديو ولكن أعتبر ذلك تكميلياً لعملي الميداني الذي أجد نفسي فيه ولن أتركه مهما تقادم العمر.
ـ ميولك هل تؤثر عليك وأنت تؤدي عملك؟
الجميل أن عشــقي الرياضي متجه لإيطاليا فأنا ميال لفريق (اي سي ميلان) وهذا العشق منذ أن كنت في الابتدائية وكنت أتابع هذا الفريق عبر القنـاة الثانية رغم أن التواصل كان صعبـــاً وبعــــــــد أن اتســـعت رقعـة الإعلام تابعــت هذا الفريق عن كثب وحينما أسافر إلى إيطاليا أستقر في (ميلان) لكي أزور النادي الجميل، ولا أخفيك أنني أحب فريق الرياض لأنه يحمل نفس الشعار الذي يرتديه لاعبو ميلان.
ـ هل تجد مضايقات بعد نهاية عملك في الميدان؟
أسمع كلمات في السابق كانت تبكيني وحاليا باردة على قلبي لأنني أدرك أن جماهير الفريق الخاسر تكون عندها ردة فعل من الطرح بعكس الكاسب، ولغة المدرج يفترض أن نتفاعل معها بدون تشنج.
ـ هل هناك مواقف محركة مع اللاعبين أو الإداريين الذين تلتقي بهم؟
كثيرة وأتذكر أن لاعباً اتصل علي وقال من أنت (تسألني هذا السؤال) ورددت عليه وأكدت له لو قابلته ثانية سأطرح عليه نفس السؤال، أيضا هناك والد أحد اللاعبين اتصل علي وحادثني بحوار جميل وأقنعني أنني أخطأت وتقبلت وجهة نظره.
ـ بشكل عام كيف تقيّم الإعلام الرياض بمختلف جوانبه؟
سؤال مهم، وإذا أردنا أن نصنع جيلا قويا متمكنا على الصعيد الإعلامي أتمنى أن يكون هناك شراكة بين وزارة الثقافة والإعلام والجامعات السعودية المتخصصة بالإعلام.. وأعتقد أن عراب الإعلام الأمير تركي بن سلطان لن يتردد في تفعيل تلك الفكرة وفي المقابل الدكتور بدران العمر مدير جامعة الملك سعود هو الآخر يملك روحاً رياضية عالية، وبالتالي فإن تفعيل تلك الفكرة أتمنى أن تبدأ من عند نقطة الجامعة والوزارة لصقل المواهب ومعرفة الغث من السمين قبل التخرج وتحويل كل طالب إلى الجهة التي يستطيع أن يؤدي فيها سواء الإعلام المرئي أو المسموع أو المقروء أو في القالب الإخراجي.
ـ الكثير يردد أن الدحيم قارئ جيد؟
لا أحب أن أتحدث بهذا الجانب لكي لا يؤول، صحيح طلب مني أحد الأصدقاء ترتيل سورة (الرحمن) وفوجئت بأنها منشورة على (اليوتيوب) وإن كان هذا العمل فيه خير ولكن أخشى أن يكون فيه خلط، وصدقني أنني أتوجس من هذا الجانب، وعسى أن يكون لوجه الله.